اعلان

مستشفى صدر المحلة مقبرة ضحايا كورونا.. الإهمال الطبي وانقطاع الأكسجين يتصدران المشهد (فيديو)

مستشفى صدر المحلة
مستشفى صدر المحلة

بعد انتشار الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا، بمحافظات الجمهورية كان لمحافظة الغربية نصيب ليس بقليل من الحالات التي أُصيبت بالفيروس، حيث ظهرت على السطح حالات الإهمال الطبي بمستشفيات الغربية، وعلى رأس تلك المستشفيات، التي توفى بداخلها مجموعة من المصابين مستشفى صدر المحلة والمستشفى العام، والتي انتشرت مؤخرًا منشورات كثيرة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' تتهم المستشفيات بالإهمال وقطع الأكسجين على الحالات المحجوزة داخل العناية المركزة وخاصة من كبار السن.

وسعت 'أهل مصر' للتواصل مع هؤلاء المنكوبين ممن فقدوا ذويهم بسبب قلة الإمكانيات والإهمال الطبي داخل مستشفى صدر المحلة، حيث روى أحمد مجدي، أحد أهالي الغربية، أن والدته وتُدعى 'جودة صابر' مُحتجزة داخل مستشفى الصدر منذ قرابة أسبوع مصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد تدهور حالتها فى العزل المنزلي، حيث أنها مصابة بمرض السكر والضغط مما استلزم تواجدها في العزل داخل المستشفى لتوفير أجهزة تنفس صناعي، حيث تم على الفور نقلها لمستشفى صدر المحلة، إلا أنهم فوجئوا بعد فترة بالعاملين داخل المستشفى يشتكون من انقطاع الأكسجين مرات عدة في نفس اليوم وهو ما يُعرّض المعزولين للموت المحقق، وذلك لأن مريض كورونا لابد وأن يتم توفير مصدر أكسجين بشكلٍ دائم له.

وأضاف 'مجدي'، أنه عندما اعترض على مشكلة نقص الأكسجين وإهمال العاملين بالمستشفى في رعاية المرضى كان الرد من أحد المسؤولين الإداريين داخل المستشفى 'هنعمل لكم إيه اللي يموت يموت بنشتغل على قدر إمكانياتنا'.

مستشفى صدر المحلة

مستشفى صدر المحلة

وتابع: 'عندما تدهورت الحالة طلب منا الطبيب المعالج أمبولات حقن (ريمي سفير) وثمنها 600 جنيه وتُباع في السوق السوداء بـ 1400 جنيه، طلبوا 11 أمبولًا حيث لا تستطيع المستشفى توفيرها، وبعد أن قمت بالبحث عنه وأحضرت الجرعة المطلوبة لم تُحقن والدتي سوى بـ 3 أمبولات فقط، كما طلبوا نوع آخر من الحقن وثمن الأمبول الواحد 7000 جنيه ويُباع بالسوق السوداء بأكثر من 11 ألف جنيه وهو ما لم أستطع توفيره وعقب تدهور حالتها تم فصل الأكسجين عنها بحجة أنها لم تعد تحتاج إلى التنفس الصناعي، رغم وجودها داخل العناية المركزة'.

وأشار ' مجدي'، إلى أنه عقب وفاتها لم تخبرهم المستشفى إلا بعد خروج النبطشيات حتى لايتذمروا أو يشتبكوا مع الموجودين، وكل ذلك بسبب الإهمال، متسائلًا: 'كيف تُعالج وزارة الصحة مصابين كورونا وهم لا يملكون ثمن الدواء أو حتى جرعات الأكسجين؟!'.

وقال خالد رؤوف، أحد المنكوبين من فيروس كورونا، إن زوجته دخلت مستشفى المحلة العام، وذلك لإجراء ولادة قيصرية، حيث أُصيبت بفيروس كورونا خلال فترة الحمل وقد تدهورت حالتها وتم وضعها بالعناية المركزة هي و6 أشخاص آخرين، إلا أنه بسبب نقص الأكسجين تم فصل الأكسجين عنها وعن الموجودين معها ووضعهم بالتناوب على جهاز التنفس الصناعي مما تسبب في اختناق بعض الحالات.

مستشفى صدر المحلةالزوجة المصابة بكورونا بمستشفى صدر المحلة

وأضاف 'رؤوف': 'أرى زوجتي يوميًا في العزل، تتدهور حالتها وأخشى أن تموت قبل أن تخرج لترى نجلها الوحيد، حيث توفي 3 من المحتجزين معها في العناية المركزة، فكل ما أطلبه هو علاجها وعلاج من أُصيبوا بالفيروس'، متابعًا: 'ليس ذنبنا أننا أُصِيبنا بفيروس ليس له علاج، فمن حقّنا أن تُقدّم الدولة لنا العناية والرعاية الصحية وأن يكون هناك رحمة في قلوب من يعالجون، إلى متى سنتحمل نتيجة الاستهتار الموجود بالمستشفي وموت الشباب بسبب نقص الأكسجين'.

وتابع: 'العاملون بالمستشفى من إدارة وطاقم طبي يبحثون فقط عن المكافآت والعلاوات ومكافأة كورونا، ويموت المرضى بسبب الإهمال والاستهتار، والاهتمام والعلاج للمحسوبية والزيارة للطبيب في العيادة لكتابة العلاج بالاستمارة الخاصة بالمريض' بحسب قوله، مضيفًا مخاطبًا الطاقم الطبي بالمستشفى: 'حسبي الله ونعم الوكيل في أفشل إدارة بمستشفى صدر المحلة' على حد قوله.

من جانبه قال الدكتور عبد القادر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالغربية، إن المرضى الموجودين بالعزل يتم تقديم لهم بروتوكولات علاج منظمة الصحة العالمية، كما تم تشغيل تنْكَيّ الأكسجين الجديدين بمستشفى صدر المحلة وتم التواصل مع عدة شركات لتوريد الأكسجين المسال للمستشفى، إلى جانب زيادة حصة المستشفى من أنابيب الأكسجين لحين بدء تشغيل التنك.

وأضاف 'حميدة'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه تم زيادة حصة المستشفى من المستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بعلاج مرضى كورونا، والتأكيد على معاملة أسر المرضى بطريقة طيبة وتجنب الإهمال، ومراقبة سوق الدواء لمنع بيعه في السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها.

وتابع وكيل وزارة الصحة: 'زي ما بشكر دائمًا أفراد المنظومة الصحية اللي بيقوموا بدور جبار في ظروف الجائحة وبطالب بتقديرهم بالشكل الكافي، لازم كذلك يكون هناك محاسبة لأي أحد مُقصّر أو مُهمل، بيضيّع مجهود آلاف من زملائه المتفانين'.

وكان قد صرح مصدر مسؤول بمستشفى صدر المحلة الكبرى، اليوم الأربعاء، بأن تنك الأكسجين بمستشفى صدر المحلة، نفذ بالكامل منذ صباح اليوم، وأن الشركة المسؤولة عن تعبئته لم تصل حتى الآن، وهو ما يُشكّل خطورة على صحة المرضى داخل المستشفى.

وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن كمية الأسطوانات الموجودة بالمستشفى لن تصمد كثيرًا إن لم يتم تعبئة التنك، وقد تتكرر كارثة مستشفى زفتى العام ومستشفى الحسينية.

وكان أهالى المرضى تجمعوا أمام المستشفى للاطمئنان على ذويهم، وتحسبًا لوقوع أي طارئ، كما زار الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالغربية، وعدد من نواب المحلة المستشفى لبحث سُبل حل أزمة الأكسجين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً