سادت حالة من الغضب بين مزارعي محصول البنجر بمراكز محافظة المنيا، وذلك عقب تدمير المحصول وإتلافه بسبب تأخر إحدى شركات السكر التابعة للقطاع الخاص، عن استلام المحصول، وتقديم وعود وهمية إلي آلاف المزارعين لتوريد المحصول بمراكز جنوب محافظة المنيا.
وتسببت الوعود الوهمية التي قُدمت إلي الالآف من مزارعي البنجر، من قِبل مصنع القناة للسكر، إلى أن يلجأوا إلى مصنع سكر أبو قرقاص، التابع للقطاع الحكومي، إلا أنه محصولهم قوبل بالرفض لعدم وجود بونات لشحن المحصول، نظرا لأن المساحة المنزرعة تفوق احتياجات المصنع، لذلك لجأ المزارعون إلي إلقاء محصول البنجر على جانبي الترع والمصارف عقب تلفه، فيما لجأ آخرون إلي ترك المحصول داخل الأراضي الزراعية حتى تعفنه، لعدم إمكانية نقله واستلامه بمصانع السكر بالقطاع الخاص أو الحكومي.
وقال إبراهيم مصطفي، أحد مزارعي البنجر: 'إننا اعتمدنا علي شركة القناة للسكر، بعد أن أتم المحصول نضجه، لتقوم الشركة بنقل المحصول إليها طبقا لما قدم إلينا من وعود'، لافتا أن محصول البنجر تعفن بسبب تأخر الاستلام.
وأضاف: 'حاولنا التواصل مع مصنع سكر أبو قرقاص، لكننا لم نجد بونات لنقل المحصول نظرا لوجود ازدحاما كبيرا من قبل مزراعي البنجر هذا العام، لزيادة نسبة المحصول عن السنوات الماضية'.
من جانبه، قال يحيي عبد الرحمن، أحد المزارعين المتضررين من شركة القناة للسكر: 'في بداية الأمر قامت شركة السكر بتقديم عدد كبير من التسهيلات وقمنا بزراعة البنجر بنسب كبيرة وحينما نضج المحصول وجاء موعد وفاء مصنع سكر القناة لنقل المحصول إليهم، إلا أن إدارة المصنع ومندوبيه تخلوا عن المزارعين ما تسبب في إتلاف المحصول وتعفنه داخل آلاف الأفدنة'.
وقال أحمد خليل إبراهيم، أحد مزارعي البنجر بمركز أبو قرقاص: 'إن مسؤولي مصنع سكر القناة توجهوا إلينا لتقديم كافة التسهيلات من تقديم تقاوي وأسمدة مجانية وتوريد المحصول وشحنه علي نفقتهم'، مشيرا إلى أنه عقب نضج المحصول تواصلوا مع الشركة لنقل المحصول، إلا أنهم خرجوا بأعذار عدم التمكن من إيجاد حافلات لنقل المحصول من الأراضي إلي المصنع'.
وأضاف: 'عقب مضي أسبوع، وعدتنا الشركة أنها سوف ننقل المحصول إلي الإسكندرية، وطلب منا الانتظار حتي شهر يوليو القادم، وهذا يعد تدمير للمحصول الذي بدأ في التعفن'.
ووجه مزراعو البنجر بمحافظة المنيا، استغاثة عاجلة إلي المحافظ اللواء أسامة القاضي، أعلنوا خلالها أنه بسبب الوعود الوهمية لشركة القناة للسكر، ترتب عليه تعفن محصول البنجر واضطروا لري المحصول للمرة الحادية عشر، موضحين أنهم يرغبون في مقاضاة مصنع سكر القناة، مطالبين المحافظ بإغاثتهم في إيجاد حل لمزارعي البنجر المتعاقدين مع مصنع القناة، ونقل المحصول إلى مصنع سكر أبو قرقاص، حتى لا يتعفن ما تبقى من المحصول، مثلما حدث مع مئات المزارعين.
وأوضح محمود حسين على، رئيس الجمعية الزراعية بمجلس قروي بني عبيد، والذي يضم عدد كبير من مزارعي البنجر، أن مصنع القناة للسكر لم يتقدم إليهم بأي أوراق، موضحا أن التعاقد تم بين المزارعين والمصنع، وأن الوضع يختلف كليا عن مصنع سكر أبو قرقاص لكونه مصنع حكومي، وفي حال حدوث أي معوقات أو أزمات للمزارعين، عليهم التوجه بالشكوى إلي محافظ المنيا، أو وزيري الزراعة والتموين.
وأضاف أن ما حدث في محصول البنجر حاليا، هو تكدس المزارعين لكون أن المحصول المنزرع أكبر من الطاقة الاستيعابية لحاجة المصنع، موضحا أن المساحة المنزرعة من محصول البنجر لمصنع القناة للسكر تقارب نحو 5 آلاف فدان من العروة الأولي، لافتا أن ثلثي المساحة الخضراء من الأراضي الزراعية هذا العام، مزروعة بمحصول البنجر.
وأشار إلى أن المحصول، تسبب في خسائر فادحة للفلاح وبعض المزراعين قاموا بترك المحصول داخل الأراضي الزراعية بعد نضجه، ما أدي إلى تلف المحاصيل، فضلا عن حرمان المزارعين من البدء في زراعة المحصول الجديد كغيرهم من المزارعين.
في الوقت ذاته، قال أحمد محمد عبد المنعم، عضو مجلس النواب عن دائرة أبو قرقاص، إنه عقب ورود استغاثات من قبل مزراعي محصول البنجر، توجه إلى مسؤول التعاقدات بمصنع القناة، لاستلام البنجر فورا من المزارعين الذين أصابهم الضرر المادي،
وأضاف: 'قمت بإبلاغ محافظ المنيا بأنه يوجد شيء من الفوضى داخل هذا المصنع، وبناء على ذلك يجب إقالة مسؤولين إدارة شركة القناة واختيار المتخصصين للإدارة السليمة لنجاح هذا المشروع الضخم، الذي يعود بالخير لأهل محافظة المنيا وتشجيع الاستثمار لمصر الحديثة، فى ظل المجهودات العظيمة الذى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية'.
وأردف: 'قمت بتقديم مذكرة تفصيلية وشرح لما حدث من فوضى تمت، من قبل إدارة المصنع وتقديمها إلي الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة جميع أعضاء مجلس النواب بالمنيا لمقابلته'.
وتابع: 'بصفتى نائب الشعب ورئيس الجمعية التعاونية للمحاصيل السكرية، التي تمثل مزارعي البنجر بجميع قري ومراكز محافظة المنيا، أطالب القائمين على هذا المشروع بالنظر فى تكليف قيادات حكيمة ذو خبرات علمية تمتلك فن الإدارة، وذلك للإستمرار في مسيرة البناء والنجاح'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
