يعيش أهالي عزبة 'شاهين حماد' التابعة لقرية إنشاص الرمل بمدينة ومركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حالة من الحزن والألم بعد فاجعة مصرع شاب عشريني، ابتلعته ترعة 'المكاسر' المارة بالعزبة وسط الكتلة السكانية الجمعة الماضية، ويلازمهم الرعب والقلق خشية ضحايا جدد يموتون غرقا، وكادت عشرات تروح ضحيتها خلال إنقاذ الشاب قبل دقائق من وفاته.
وأوضح أهالي عزبة 'شاهين حماد' أنهم نشأوا على الحياة ووجدوا الترعة تمر وسط الكتلة السكنية منذ أجدادهم، وكانوا يخشون سقوط أحدهم بها، لكنها كانت لم تشكل خطرًا جثيمًا في السابق، لافتين إلى أن الترعة منذ تبطينها خلال مشروع 'تبطين الترع' أتى عليهم بالخسارة الفادحة والمخاطر، معلقين: 'مات شاب في عمر الزهور، مالحقش يفرح بشبابه، وكان يعول أسرته بعد وفاة والده، وإخوته مرضى الأعصاب، مفارقًا عروسه التي كانت تستعد لزفافها عليه خلال شهور قليلة'.
وأكد الأهالي أن ترعة 'المكاسر' تشق عزبتهم وتمر وسط الكتلة السكنية، كما تمر بعرب 'تل الجراد'، وعزب 'أبو سليم'، 'الشهاينة'، 'الباجور'و 'أبو بلطة'، وتشكل نفس الخطر على الأهالي القاطنين فيها، مؤكدين على مصرع نحو 5 أشخاص خلال 15 يوما بمياه الترعة خاصة وقت ارتفاع منسوب المياه بها لري الأراضي الزراعية، كما وتقابل الترعة مدرسة ابتدائية وروضة، ويخشى الأهالي سقوط الأطفال بها'.
وأشار الأهالي إلى أن الكارثة الكبرى حدثت بعد تبطين الترعة مباشرة بالتزامن مع ارتفاع منسوب المياه، إذ استيقظ الأهالي يوم الجمعة الماضية على خبر سقوط طفل فى مياه الترعة وتم إنقاذه بمعرفتهم، بالإضافة الى إنقاذ شاب آخر بعد أداء فريضة الصلاة، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ الشاب الذي لقي مصرعه والذي كان يحاول غسل يديه في مياه الترعة فانزلقت قدماه، وسقط غريقا ولم تغثه محاولات رجال العزبة ممن حاولوا إنقاذه، بل كاد أن يغرق بعضهم هم الآخرون، وكاد أن يكون مصيرهم نفس مصير الشاب المتوفي غرقًا في مياهها، خاصة وأن عمق الترعة يتجاوز 4 أمتار، وراح الشاب ضحية الترعة.
وقال أحد الأهالي إن طفلته انزلقت قدماها هي الأخرى في الترعة قبل مصرع الشاب، فأحدث سقوطها كسرًا في ساقيها وفخذيها وأقعدها طريحة الفراش، لافتا إلى عدد من الضحايا الذين سقطوا في عزبة 'شاهين حماد' كتبت لهم النجاة بعد إصابات بكسر أو كدمات، لافتا إلى وجود عدد من الضحايا في العزب الأخرى التي تمر الترعة وسط منازلهم.
وأثنى الأهالي على مشروع تبطين الترع الذي يستهدف التطهير والتنمية في البلاد، الذي يواصل فيه الرئيس 'عبد الفتاح السيسي' رئيس الجمهورية سلسلة إنجازاته التي بدأ خلالها النهوض بالبلاد، بينما طالب الأهالي بالحرص على أرواحهم وحمايتهم من المخاطر جراء تواجد الترعة في قلب الكتلة السكنية مما يترتب عليه سقوط المواطنين بها وتضيع حياتهم هباءً.
وطالبوا جميعهم بتغطية الترعة في المنطقة التي تمر وسط الكتلة السكنية، مع أخذ كافة الإجراءات التي تجعل الترعة تمد الأراضي الزراعية بالمياه اللازمة لريّها، أو بناء أسوار على جسري الترعة يصل ارتفاع السور على أقل تقدير لمتر ونصف المتر خاصة أن حرم الطريق الرئيسي ارتفع بجوار الترعة والذي بدوره يساهم في انزلاق الأهالي رغما عنهم في الترعة، نظرا لانخفاض الترعة كثيرا عن الطريق.
وأعرب أهالي العزبة عن استيائهم نتيجة التلفيات التي حدثت جراء تبطين الترعة من قبل المقاول الذي يتعهد بمشروع التبطين، إذ خرّب الصرف الصحي الذي تكبده الأهالي على نفقاتهم الخاصة كما جمع أسلاك وكابلات الكهرباء بشكل عشوائي يشكل خطرا عليهم وأسقط أعمدة الكهرباء أرضا دون رفعها من جديد، مؤكدين على انهيار الأرض والطريق حول جسري الترعة بسبب أخطاء المقاول وترك الحفر دون التبطين ووضع الدبش لحماية الطريق من الانهيار.
وأجرت محررة 'أهل مصر' لقاء مع الأهالي عبر البث المباشر على صفحة الجريدة الإلكترونية عبر الفيس بوك، لاستعراض تظلمات أهل العزبة ومدى تضررهم من ترعة المكاسر المارة وسط الكتلة السكنية.