هجر أطفاله وقريته بقنا وسافر إلى إحدى محافظات وجه بحري بحثًا عن عمل ينفق منه على أسرته، ويحقق لهم من خلاله حياة كريمة، رسم لهم حياة ممتلئة بالسعادة وبسمة الأمل، خاصة بعد أن تم تعيينه بإحدى شركات المقاولات والتحق كعامل بناء بها، لكن أحلامه التي خطط لتحقيقها توقفت فجأة وتوقفت معها حياته، بعد إصابته بعجز كلي عقب تعرضه لحادث أليم بسقوطه من الطابق السادس أثناء عمله على السقالة منذ عام 2016.
مأساة شاب من قنا منذ 5 أعوام بسبب حادث
حياة مريرة يعيشها الشاب أحمد مصطفى دمراني، في الثلاثينيات من العمر، مقيم بمنطقة العرب والنجاجرة، قرية المراشدة، مركز الوقف، شمال محافظة قنا، متزوج ولديه طفلين، بعد تعرضه للحادث الذي رأى فيه الموت منذ 5 أعوام، ما بين عجزه الكلي بإصابته في الضهر ورجليه وذراعه وبطنه، وعجزه أمام طفليه الذين عاشا الحرمان والفقر بعد أن أصبح جليسًا على الفراش ينتظر مد يد العون له من قبل أشقائه وأقاربه.
'5 أعوام وأنا عايش في عذاب'.. هكذا وصف الشاب حياته كونه عانى من الألم الجسدي والنفسي سنوات، رحلة شاقة قضاها بين مختلف المستشفيات والعيادات الخاصة أجرى خلالهم العديد من العمليات الجراحية، والتي كلفت على أسرته أكثر من 250 ألف جنيه، حيث اقترضوا من البنوك والجمعيات وباعوا أراضي زراعية أملًا منهم في شفائه لكن رحلة علاجه طويلة وتحتاج الكثير من العمليات الأخرى وليس في استطاعة أسرته أكثر من ذلك؛ فسلموا أمرهم لله.
وأضاف ابن قرية المراشدة، أنه تعرض للإهمال والظلم من قبل الشركة التي تعرض أثناء عمله بها للحادث الذي الذي دمر حياته وحياة أطفاله، حيث استغلوا دخوله في غيبوبة ومضوه على أنه تعرض لحادث سير لعدم الحصول على مستحقات له، فذلك زود مأساته في رحلة علاجه العصيبة لتكلفته العالية والتنقل من محافظة لأخرى أرهقه وأرهق أسرته طيلة ال 5 أعوام الماضية.
وذكر الشاب، أن طفلته أكملت الـ6 أعوام ولم تلتحق بالمدرسة حتى الآن لعدم قدرته على مصروفاتها فالديون تحاوط أسرته من جميع الاتجاهات بسبب ما أُنفق على علاجه، لذلك لا يحملهم عبئًا آخر بأطفاله، لكن وضع أطفاله والحرمان الذي يعيشوا فيه يجعله دائما في حزن وحسرة، فيوميًا يراهم في حياة لم يكن يتوقعها يومًا ما، بل رسم لهم حياة كريمة وخطط للعمل ليلًا نهارًا لتحقيقها لهم، لكن حالة العجز التي أصابته استوقفت كل آماله.