حكاية عمر طفل التوحد ببورسعيد.. حفظ القرآن دون معلم وحصد ميداليتين في السباحة (فيديو وصور)

'داخل حجرة صغيرة خالية من الضوء جلس نجلي الصغير عمر على فراشه، دخلت عليه ولم يكن هناك أى شعاع للنور، وبدون مبالغة رأيت النور يشع منه وهو يتمتم بآيات قرآنية، كنت أستغرب حاله وأتساءل كيف لهذا الطفل الصغير أن يحفظ كل هذه الآيات التى لم أستطيع أنا حفظها، وأى قدرة جعلته يحفظها دون تعلم أو معلم'.. هكذا بدأت تروى هدى عبد الله، السيدة البورسعيدية التى تبلغ من العمر ٥٠ عاما، ووالدة الطفل عمر المهدى الذى يبلغ من العمر 11 عاما، من حالات 'التوحّد'، لـ'أهل مصر'، قصة نجلها المعجزة 'عمر' مع القرآن الكريم، إضافة إلى تفوقه في رياضة السباحة.

اعتقدت أنه مس من الجنّ

وقالت الأم: منذ صغره جعلنى أشعر بالدهشة والتعجب من حالته فقد كان يسحب المصحف الشريف من على المنضدة ويضعه بجواره منذ أن كان عمره عامين، والأغرب من ذلك أننى كنت أسمعه يتمتم ببعض الآيات لدرجة أننى اعتقدت بأن ابنى مسه 'جن'، ولكن مع مرور الوقت أدركت أنها عناية الله.

الطفل عمر

يحفظ القرآن دون معلم

وتُضيف الأم: نحن أسرة متوسطة الحال والده يعمل سائق سيارة أجرة و'يشتغل يوم وعشرة لا'، وضاقت بنا الدنيا عندما اكتشفنا تصنيف حالة عمر من ضمن حالات التوحد وقلت لنفسى 'الغلبان ما بيشبعش غلب'، فنحن نوفر قوت يومنا يوما بيوم، وخاصة أن لدى خمسة أبناء وأنا لا أعمل، وبالتالى لا أستطيع أن أذهب بابنى لـ مراكز التخاطب أو التأهيل.

وتابعت: عندما كنت أنظر إليه أرفع يدى للسماء وأقول 'ربنا يتولاك يا ابنى'، وبالفعل استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائى و'كسرة خاطرى' من الدنيا، واستطاع عمر أن يحفظ آيات كثيرة من القرآن الكريم دون تعلم أو معلم، بل ولديه قدرة على معرفة أرقام الآيات واسمها دون أن يراها بمجرد أن نفتح على الصفحة ومن هنا أدركت تماما أنه فى رعاية الله ولن يخذله أبدا.

برونزيتان فى السباحة ببطولة الجمهورية

وتستكمل 'هدى' حديثها قائلة: رغم ضيق الحال فكرت أن ألحقه بالنادى ليمارس لعبة رياضية تسليه ويخرج فيها طاقته 'فرط الحركة' التى نعانى منها، وبالفعل مارس رياضة السباحة والحمد لله أصبحت هى كل حياته بل حاز فيها على ميداليتين برونزيتين بحصوله على المركز الثالث على مستوى الجمهورية فى السباحة وهو فى الصف الرابع الابتدائى 'دمج'.

و اختتمت الأم حديثها، قائلة: 'عمر ابنى لم يتابع إذاعة القرآن الكريم بل هو يحفظ من تلقاء نفسه ويردد آيات قرآنية بعينها وكأنه يقول فيها رسائل من ربه عندما أسمعه أظل أبكى ومعظم الآيات عن الصبر والابتلاء، وهى رسائل ربانية أتمنى أن تتولى الدولة رعاية أبنائنا من ذوى الهمم بتخصيص مراكز للتخاطب بالمجان حتى نستطيع أن نستكمل مسيرتنا مع أولادنا'.

مدرب عمر: الحالة الوحيدة التى ليس لها 'كتالوج'

ومن جانبه قال الكابتن أشرف بدير، مدرب الطفل عمر فى السباحة: 'مستوى عمر فى تقدم على الرغم من أن التعامل معه يحتاج إلى مجهود كبير لأن فرط الحركة الذى يعانى منه يجعلنا نعانى خاصة أن لديه تقليد أعمى لأنه يقوم بتقليد من حوله، فمثلا هو يقلد المتسابق بجواره سواء كان سريعا أو بطيئا.

وأضاف: 'مع الأسف عندما أتعامل مع الأطفال من ذوى الهمم فكل منهم له كتالوج خاص أستطيع من خلاله التعامل معهم إلا عمر، لذلك عندما فاز بميداليتين بورنزيتين وحصل على المركز الثالث على الجمهورية فى السباحة كان ذلك بمثابة تقدم كبير لحالته ومن أجمل ما يميزه أيضا حفظه للقرآن الكريم'.