تُثقِل الموهبة صاحبها وتخلق حوله هالة من نور تميزه عن غيره، وشاء القدر أن تأخذ نصيب من اسمها، فهي مضيئة منذ طفولتها، وسط أفراد أسرتها وأقران طفولتها بالمدرسة والحارة، قبل أن ينتقل النور معها في صباها لتظل محبوبة ومميزة بين أهالي منطقتها، واستطاعت بلمساتها الفنية الرقيقة أن تحول جدران المنازل في حارتها الصغيرة إلى تحف فنية غاية الروعة، فذاع صيتها بصانعة الجمال.
إنها الفتاة الشابة 'نور الطويل' البالغة من العمر 20 عاما، من محافظة القاهرة، والطالبة في كلية التجارة بجامعة عين شمس، تسترجع الزمن في عجالة لتتوقف عند بداية اكتشافها موهبتها، لتصف كم كانت تحب أقلام الرصاص الملونة، ومدى إبداعاتها الفنية التي تخطت سنوات عمرها وجعلتها تتفوق على أقرانها بميزة وموهبة الرسم.
تقول 'نور': 'بحب الرسم من صغري، وبرسم كل حاجة ودايما بحاول أعرف الجديد وأكتشف قدراتي'، لافتة إلى تميزها في رسم البورتريهات، الجرافيتي، الكرتونات والزخرفة.
تضيف 'نور الطويل'، أنها ترسم بالزيت وألوان المياه، وكذلك الرصاص والفحم والجاف، مستخدمة الورق والاسكتشات، كما وتميزت في الرسم على الأقمشة، إذ تستطيع الرسم على الملابس عامة والتي شيرتات خاصة، وتجعلها لوحات فنية جميلة مناسبة لذوق أصحابها، لكنها أعجبتها فكرة أن تجرب الرسم بالفرشاة الكبيرة على الجدران، فأقبلت على تجربة جديدة بالنسبة لها، وأخذت فرشاة الرسم والبويات، وبدأت بتزيين جدران بيتهم الكائن في أحد حارات شوارع القاهرة.
وتتابع: 'كانت تعجبني فكرة الرسم على الجدران على الفيس بوك وكان قد تم تنفيذها في بلدان أوروبية، فقررت تنفيذها في مصر وأتمنى أن تتم على نطاق واسع في الشوارع وتعمم بمساعدة الناس لي'، لافتة إلى أنها رسمت على جدران منزلهم وزينته ما لفت انتباه المارة في الشارع، فأخذوا يساعدونها بالوقف بجانبها وتشجيع الفكرة، مطالبين إياها بتعميمها على منازل الحارة، فما كان مها إلا أن لبنت طلبهم ورسمت كل جدران منازل الجيران، معلقة: 'الشارع بقى حاجة مختلفة وكأنه لوحة فنية'.
وتشير 'الطويل' إلى أنها تخطت العامين ونصف العام منذ بدأت في رسم الشوارع وتزيين جدرانها، لافتة إلى انها انتهت من رسم جدران حارتها بعد شهرين ونصف، موضحة أن الرسمة تستغرق وقت حسب تفاصيلها وكذلك مساحة الجدار، وأنها تستخدم السلم للوصول لأعلى الجدران صعودا وهبوطا باذلة مجهود صعب إلا أنه يهون لحبها في الرسم وكذلك نتيجة مجهودها تعتبرها مكافأة بفرخة الناس وانبهارهم بجمالها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
