يتميز مركز البداري بمحافظة أسيوط بأنه أكثر المناطق إنتاجا لمحصول الرمان ذي الجودة العالية، وقد حصل مزارعو الرمان بالبداري على الشهادة الدولية التي تؤكد جودة إنتاجهم من الرمان المصري وتوافقها مع لوائح الاتحاد الأوروبي.
مزارع الذهب الأحمر
ويأتي المصدرون من جميع أنحاء العالم لشراء الرمان بأقل الأسعار، وتنتشر مزارع 'الذهب الأحمر' في جميع أنحاء المركز بصورة كبيرة، حتى وصلت نسبة التصدير للخارج إلى ما يزيد عن 90% من الإنتاج.
يقول إبراهيم نصير أحد مزارعى الرمان بمركز البداري بأسيوط، إن المزارع فريسة في يد التجار، في ظل الرقابة الغائبة من قبل القائمين على وزارة الزراعة المصرية بصفة عامة والحجر الزراعي خاصة، وغياب تام من مسؤولي محافظة أسيوط عن وجود أدنى رقابة، على منتج الرمان الذي تحتل به المحافظة الأول عالميًا من حيث التصدير وتوفير العملة الصعبة، مناشدين المسؤولين سرعة التدخل قبل خراب بيوتهم فيتراوح سعره ما بين 2 الى 3 جنيه للتصدير وهذا سعر قليل جدًا ويسبب خسائر.
وقف الكارثة
ويُضيف محمد علي، أحد مزارعي الرمان، أن المصدرين يقومون بشراء الرمان قبل موعد نضجه من كل عام، بأكثر من شهر، بشراء جزء قليل من المحصول قبل نضجه وبأسعار مرتفعة، ويتم تصديره للدول الخارجية فيتم تصنيفه بأنه منتج غير جيد ما يخفض أسعاره في بداية موسم جمع الثمار، ويتم بعد ذلك أخذ الثمار الناضجة عالية الجودة بأسعار بخسة ويتم تصديرها من قبل المصدرين بأسعار مرتفعة على حساب المزارع، مناشدًا سرعة وقف هذه الكارثة التي تحدث في الوقت الحالي والتي تؤدي لدمار أهم منتج تصديري بالمحافظة.
ويُشير مدبولي أحمد، مزارع، إلى أن ما يتعرض له مزارعو الرمان بمحافظة أسيوط، من استغلال من قبل حفنة من المصدرين، يرجع لعدم وجود رقابة على أهم المحاصيل الزراعية التي تمتاز بها المحافظة، ما جعله فريسة سهل ضحية جشع التجار والمصدرين والسماسرة ولا وجود لأي دور لوزارة الزراعة في حماية محصول الرمان من الإستغلال رغم أن المشكلة قائمة في كل عام، والإستغاثات الدائمة من المزارعين، وأن الحجر الزراعي غائب تمامًا عن أي دور له، فترك الجميع يفعل ما يحلو له.