تشتهر قرية إمياى التابعة لـ مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، بصناعة الأقفاص ومشتقات جريد النخيل، ويعمل جميع أبنائها فى تلك الصناعة من الكبار والشباب وحتى الأطفال، ويرفعون شعار لا للبطالة، فى الوقت التى تواجه المهنة صعوبات وتحديات أدت إلى غلق تلك الورش بعد أن تعرضوا للخسائر، بسبب سيطرة الأقفاص البلاستيكية على السوق.
رصدت 'جريدة أهل مصر' حال صناعة الجرية بالقرية، والأسر التى تواجه البطالة وتتحدى انهيار الصناعة بالقرية، حيث تعتبر الحركة مهنة لمن لا مهنة له لمواجهة متطلبات واحتياجات الأسرة من المعيشة.
كشف محمد عاصم 39 سنة من العاملين فى المهنة أنه كان يوجد بالقرية حوالى 300 ورشة يعمل بها المئات من أهالى القرية تضم طلبة وشباب الخريجين وعمال بصناعة أقفاص الجريد اليدوية.
ويوضح أحمد عبدالله عمارة، 35 سنة، الصعوبات التى تواجه المهنة وضعف الإقبال على شراء أقفاص الجريد والاتجاه لشراء أقفاص البلاستيك بسبب صعوبة كسرها مقارنة بالجريد.
ويشير إسلام عبدالغنى 31 سنة عامل بالمهنة، إلى أن الصناعة تعرضت للخسائر خلال السنوات الأخيرة خاصة منذ ٣ سنوات ما أدى إلى غلق أكثر من 150 ورشة وتحولت إلى جراجات للسيارات، واتجه العمال إلى قيادة الماكينات والتوك توك لتغطية مصاريف المعيشة.
الجريد يحافظ على المحاصيل
ويقول السيد طنطاوى أنه يعمل بالمهنة منذ 6 سنوات، موضحا أن صناعة الجريد تدخل فى إنتاج القفص الذى يتميز عن البلاستيك، حيث يعمل الجريد على كسب الحرارة ببطء ويفقدها بسرعة ولذلك القفص الجريدى يحافظ على المحاصيل والثمار ويمنع تعرضها للتلف، أما البلاستيك فيكسب الحرارة بسرعة ويفقدها بسرعة مما يعرض المحاصيل للتلف.
وأوضح ماجد سعيد 34 سنة، أنه يوجد أنواع من الجريد منها جريد صعيدى، وجريد قبلاوى من المرازيق بالجيزة، وجريد كرداسى من كرداسة، وجريد دمياطى من دمياط ورشيد، القلج، المرج، وأخيرا الجريد البلدى.
واستكمل هانى جودة الحديث قائلا: يصنف الجريد إلى جريد أخضر يصنع منه قوائم سميكة للأقفاص، وجريد ناشف ونحصل عليه من سوهاج، وأسيوط، وقنا، لتسديد القفص وتسمى 'العيدان'، مضيفا أن أدوات التصنيع 'لقط، رقيق'، وتختلف كل أداة فى عملها عن الأخرى حيث يوجد لقط ملفوف ومربع، ويتم الإستخدام حسب العود ملفوف أو مستقيم.
ويستخدم الجريد فى صناعة ' كلينة الأنيريهات'، والذى يصنع من خوص الجريد وتشتهر منطقة 'أبوالنمرس' بإنتاجه.
60 جنيها طول اليوم
ويوضح أحمد حمدى 66 سنه، مراحل العمل بالصناعة منذ الحصول على الجريد من النخل وحتى دخوله فى الصناعات، وتبدأ تقطيع الجريد من النخل، وتقشير الخوص، وبعد ذلك فرده فى الشمس لمدة أسبوعين فى الشتاء، و3 أيام فى الصيف، ثم تأتى مرحلة تصنيعه وتسليك القفص بسلك حديدي يسمى الرباط، ثم علام الأقفاص بالبوية لتمييزها، قبل نقلها وتوزيعها على المحلات، مضيفا أن التجار تطلب عدد الأسلاك ونوع البويات وتختلف من تاجر إلى آخر.
ويضيف رأفت فتحى 30 سنة، أنه يتم التسويق فى أسواق الخضروات والفاكهة ببنها، الصالحية مركز بدر بالبحيرة، والعبور.
وقال رمضان جودة: لا يوجد ساعات عمل ويتم محاسبة العامل بالإنتاج، لذلك يبدأ العمل فجرا وحتى 12 ليلا يوميا، حتى يحصل على 60 جنيها طول اليوم وهو مبلغ لا يعول أسرة فى ظل ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن المهنة يعمل بها أطفال وفتيات وسيدات وشباب من جميع مراحل التعليم وحتى التعليم الجامعى.
إنشاء نقابة
ويقول حسن يوسف 34 سنة، إن الصناعة خطيرة وتسببت فى العديد من الإصابات للعاملين ومنهم من فقد أجزاء من قدميه أو يديه بسبب الأدوات الحادة المستخدمة، كما تحدث إصابات وآلام بالرقبة والغضروف، في ظل عدم وجود تأمين صحى.
وناشد خالد عبدالناصر العمال الحكومة بمساعدة أصحاب الورش بصرف قروض منخفضة الفائدة وميسرة لتطويرها ميكانيكياً وتحديثها حتي لا يهجرها العمال وأن تشملهم مظلة التأمين الصحي والتأمينات الاجتماعية بالإضافة إلي إنشاء نقابة لهم ترعي مصالحهم وحقوقهم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
