سنوات من الأوجاع مضت من أعمارهن ليتوجهن النساء المطلقات، بمحافظة المنيا، لتولي مسئوليات كبرى حُملت على عاتقهن ليقومن بدور الأم والأب معا واختيار رعاية الأبناء منهجا لهن تاركين طريق البحث عن الزواج الثاني، وسط قصص من الوجع والتعذيب على أيدي أزواجهن.
طرق لم يرغبون في السير بها لكنها فرضت عليهن بعد انتهاء حياتهن الزوجية ليجدن أنفسهن أمام مسؤولية كبرى أجبرتهن على تولي مسؤولية الأب والأم معا في جسد واحد بعد تخلي أزواجهن عنهن.
فما بين 'تعذيب بالضرب المبرح وتناول المواد المخدرة والشك في العلاقات الزوجية والبحث عن الزواج الثاني لأكثر من زوجة من قبل الرجل'، كانت أهم الأزمات التي جعلت منهن نساء أخريات لم يتعرفن على أنفسهن بعد سنوات عجاف خَلقت منهن سيدات أكثر قوة لمواجهة الوجع.
ابتسام محمود، إحدى السيدات المطلقات بالمنيا، تولت دور الأم والأب معًا بعد انفصالها عن زوجها، فتقول: 'انفصلت بعد زواجي بـ8 سنوات ولدي 6 أبناء، وكنت أعمل بمؤهلي في التمريض لفترة كبيرة لكن طليقي دبر لي قضية شرف في سبيل التخلي عن أبنائي، وحينما قمت برفع دعوى قضائية لإثبات برائتي بشكل قانوني كان تم الاستغناء عني في العمل'.
وأضافت، تزوج طليقي علي 7 مرات كان يتزوج الرابعة ويتركها ويغير حتى أحضر لي السابعة، ومعاها طفلتين، وأمرني بالخروج من المنزل الذي شيدته من ميراثي من والدتي.
وأوضحت، بدأت أعمل في أحد المحال نهارا وأعمل على ماكينة خياطة ليلا وتركني وطفله الصغير كان يبلغ 27 يوما، وحاليا يبلغ 5 سنوات، مشيرة إلى أنه قام بخطف أبنائي وقام بتعذيبهم، لكن بمعاونة الأجهزة الأمنية أعادوا لي أبنائي.
وتقول ياسمين محمود، إحدى السيدات بالمنيا، تزوجت وأنا قاصر كان عمري 17 عاما، وحصل المأذون على مبلغ مالي كي يكتب لنا عرفي، وسجلت بعقد شرعي بعد مرور عام من زواجي.
وأضافت، لدي 4 أبناء أرعاهم بمفرديـ وأعيش داخل شقة بالإيجار بها سرير واحد مهشم ومراتب علي الأرض، لافتة: 'أترك إبني الكبير البالغ 6 سنوات وشقيقاته الصغيرات في المنزل وأذهب للعمل وأعود ليلا'.
وأوضحت، تعرضت للضرب والإهانة على يد طليقي بسبب عدم انفاقه ولم أحصل على نفقة ولا معاش مطلقات كوني لم أملك المال لرفع الدعوى، فضلا عن كونه لا يملك شيء ليدفعه.
وأردفت، لجأت لوالدي لكنه رفض لكون زوجة أبي لا ترغب في إقامتي معهم ولا يرغب أبي في تربية أبنائي.
فيما تقول سارة محمد، ضحية العادات والتقاليد بالمنيا، إنني حصلت على دبلوم فني، وكنت أعمل في أحد المصانع وتمت خطبتي لأحد أقاربي لمدة 3 سنوات.
وأضافت، اكتشفت تعاطيه للمواد المخدرة وقررت الإنفصال، وبسبب عادات وتقاليد الريف أرغمت على العودة مرة أخري لخطيبي منعا للقيل والقال وتم الزواج.
واستكملت، بعد الزواج اعترضت علي مبيت أصحاب زوجي داخل شقة الزوجية، لكنه كان يطلب مني أن أترك الشقة وأبقى مع والدته.
وأوضحت، عثرت على مواد مخدرة داخل طبق فقمت بالتخلص منها فقام بالتعدي علي بالضرب، وأكرهني بالخروج من المنزل بملابسي الداخلية، لافتة إلي أنه بعد الانفصال اكتشفت أنني حامل وانجبت فتاة.
واختتمت، طلبت أسرة طليقي إجراء تحليل DNA، للطفلة لمعرفة مدى نسبها لهم من عدمه لكنني رفضت، لكن بعد أيام طلبت أسرة زوجي أن تري الطفلة وبالفعل تركت لهم الطفلة لساعات واكتشفت بعد عودتها وجود أثار حقن في جسد طفلتي وقمت بعرضها على طبيب أخبرني أنها آثار عينة فلم أخبر أهلي حتى لا تحدث مشكلات أخرى.
جميعها قصص أوجاع لكن رغم أوجاعهن اخترن طرق التحدي والكفاح تاركين مبدأ الزواج الثاني والفرصة الثانية لأزواجهن، ومتولين مسؤوليتهن للتربية والإنفاق معها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
