'بقف على عربية الفول والطعمية 15 ساعة يوميًا علشان أقدر أصرف على عيالي الأربعة ولا يحتاجوا لأحد، ولكن الشباب الطايشة مش سايبني في حالي، وبيأذوني في أكل عيشي، آخر مرة فتحوا ماسورة الغاز بتاعت عربيتي علشان النار تاكلني أنا وعيالي وبرضوا بجاهد ومكملة في شغلي علشان لقمة العيش مش بالساهل'.. بهذه الكلمات المأساوية تروي رشا ربيع حسين، أشهر بائعة فول بالأقصر لـ'أهل مصر' قصة كفاحها على عربة فول؛ لتعول أولادها رغم مرضها بالفشل الكلوي والسكر.
أوضحت الأم المكافحة قائلة: 'عندما أصيب زوجي بكسر في الأنف ومرض عقلي، لم أجد وسيلة أنفق بها على أطفالي الأربعة سوى النزول إلى شارع الصبوني بجوار طريق الكباش بمحافظة الأقصر، والوقوف على عربة فول وطعمية ومسقعة، من أجل الإنفاق على عيالي وزوجي ونعف نفسنا عن سؤال الناس'، لافتة إلى أنها في ذلك الوقت كانت مصابة بمرض الكلى والسكر.
وأكدت صاحبة الـ 38 عامًا، أنها تستقيظ من النوم مبكرًا في تمام الساعة الخامسة فجرًا كل يوم، ثم تقوم بعمل عجينة الطعمية والفول، وتقطيع وتجهيز باقي وجباتها التي تعمل عليها أثناء وقوفها على العربة، ثم تنزل الشارع من السابعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً، عقب الانتهاء من عملها وتعود إلى منزلها وتجمع ما اكتسبته في هذا اليوم، وتقوم بتلبية احتياجات أبنائها وزوجها، مشيرة إلى أنها اضطرت قبل ذلك لبيع عفش منزلها من أجل سداد مصروفات جلسات الغسيل الكلوي التي تقوم به كل مدة من أجل علاجها.
وأضافت أنها تعمل 15 ساعة يوميًا رغم مرضها وتستعد للعمل أكثر من ذلك رغم معاناتها مع المرض ولكنها تحاول بشتى الطرق إلا أن تجعل أبنائها يتطلعون لما في أيدي غيرهم، وتغنيهم عن سؤال الناس، لافتة إلى أنها تواجه صعوبات كثيرة أثناء وقوفها على عربة الفول التي تعتبرها مصدر قوتها وقوت عيالها، حيث أن هناك بعض الشباب الطائش يقوم بإيذائها أثناء مرورهم بالشارع من خلال قيامهم بكسر زجاج العربة وغير ذلك من الأفعال السيئة.
وقالت 'رشا': 'كنت هموت في يوم وأنا بشتغل بسبب أفعال الشباب الطائشة اللي فتحولي ماسورة الغاز بالليل'، متابعة أن نجلها أبعدها قبل إشعالها النيران بلحظة محذرًا إياها بأن هناك خطر عليها ويجب عليها ألا تشعل النيران لأن هناك من قام بفتح ماسورة الغاز وكسرها أثناء غيابها عن العربة ليلا.
وناشدت الأم المكافحة المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والمسؤولين بالنظر إليها هي وأطفالها بعين الرحمة ومنحها معاش تكافل وكرامة، أو أي معاش تستطيع من خلاله أن تنفق على علاجها وعلى تعليم أبنائها، وتوفير حياة كريمة لهم، مؤكدة أنها تواجه صعوبات كثيرة أثناء عملها ونزولها الشارع من المواطنين، كما أنها تعاني معاناة شاقة بسبب عملها مع مرضها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
