قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، وكيل الطريقة الخلوتية بمحافظة بني سويف، إن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم بينّ مراتب الناس في الشكر في ثلاث أحاديث مختلفة.
وأوضح الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أن الرسول الكريم سأل أصحابه في ثلاثة أحاديث مختلفة في الشمائل المحمدية، قائلًا: "كيف أصبحت يا فلان، قال بخير من قوم لم يشيعوا ميت ولم يصبحوا مرضى"، أي أن قومه في نعم ليس فيهم مريض أو ميت فسمعه رسول الله وسكت، وسأل الثاني " كيف أصبحت قال بخير الحمد لله"، فدعى رسول الله له أن يكثر له الخير، وأما الثالث قال" بخير أحمد الله إليك"، فقال رسول الله ذلك الذي كنت أرجوه منك.
وتسائل "البغدادي"، لماذا لم يدعوا رسول الله للشخص الأول!، لأن الأول قال بخير من قوم لم يعودوا مريضًا ولم يشيعوا ميتا، وهذا يرى النعمة ولا يذكر المنعم، فرسول الله صمت وكأنه قال قبلنا شكرك وشكرك على قدرك، وليس من الأدب أن نلتهي بالنعمة عن المنعم، والثاني قال بخير الحمدلله، وهذا رأى النعمة وشكر المنعم، فرسول الله قال له أزادك الله من الخير والنعم، وكافئه لأنه وصل للكمال، وأما في الحديث الثالث قال الرجل" بخير أحمد الله إليك "، فقال له رسول الله ذلك الذي كنت أرجوه منك، لأن هذا قرن بين ثلاث أشياء هم "الاعتراف بالنعمة، وشهود المنعم، واحتياج رسول الله ليكمل الله له مقام الحمد".
وأشار إلى قول الله تعالى في حديثه القدسي:"لم يشكرني من لم يشكر من أجريت النعمة على يديه"، فلا يكمل مقام الإنسان في الحمد إلا عندما يأتي من طريق سيدنا محمد، فهذا كان أكمل الثلاثة اعترافًا بفضل الله، لأن الأول التهى بالنعم، والثاني اعترف بالنعمة والمنعم، والثالث قال بخير أحمد الله إليك، أي أن حمدي قاصر عن بلوغ القبول عند الله أحمده لديك لعلك تحمل هذا معي فيحمل حمدي إلى مقام الحميد، ولأن النبي نفسه من هو أعرف الخلق بالله قال لا أحصى ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
