مقولة شهيرة انتشرت في الآونة الاخيرة، وهي 'طول ما الطماع موجود النصاب بخير'، وتلك المقولة انتشرت؛ بسبب تكرار حوادث النصب على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم برضاهم.
ويكتنز الكثير من الناس أموال ناتجة عن شقاء وعمل وسفر هنا وهناك، أملا في الراحة وخوفًا من المستقبل، ويرغب كل منهم في زيادة تلك الأموال، مما جعلهم يتجهون إلى البنوك الطريق الآمن والمضمون، وفي الآونة الأخيرة اتجهوا إلى أشخاص عديمي الضمير، ويطلق اسم 'المستريح'، على هذا النوع من المحتالين، لتشغيل أموالهم لديهم بفائدة ضعف البنوك، بعد نصب الشبك حول منهم، والإيقاع بهم.
وكان المستريح الأبرز في الساعات القلية الماضية 'مستريح أسوان' الذي جمع نصف مليار من المواطنين، وكان لمحافظة سوهاج في تلك الأيام نصيب المدعو 'ط. ج ' شاب في العقد الرابع من العمر، مستريح سوهاج.
وظهر مستريح جديد في محافظة سوهاج، بالتحديد بإحدى قرى مركز المنشأة، في عقده الرابع من العمر، تمكن من إقناع ضحاياه بحكم كلامه المعسول، وسيرته الحسنة وعلاقاته المتشعبة، وأنه رجل مقتدر ويمتلك الكثير من الأطيان.
وجمع مستريح سوهاج عشرات الملايين من المواطنين بحجة استثمارها في العقارات بمدينة سوهاج الجديدة، ومنطقة سيتي بسوهاج، والإسكندرية والقاهرة، وكان الاتفاق على فائدة 25 %.
وتكالب الطماعون على تسليم مدخراتهم إلى مستريح سوهاج، وكان منهم من يبحث على وساطة للوصول إليه، وذاع صيته وبحكم كلامه المعسول وانتمائه لعائلة معروفة بقريته وثق فيه القريب والغريب.
فمن جانبه قال 'ر.ا.ض ا' عامل، يقطن بقرية ونينة بسوهاج، أن المستريح نصب عليه في 420 ألف جنيه، منهم 300 ملكه و120 ملك زوجته، وبداية تعامله معه منذ 3 سنوات، فالمستريح يقطن بجوار منزل زوجته، وسمع من أهل زوجته والأهالي بالقرية وبحكم تعامله معه ومع والده من قبل قام بتسليمة 200 ألف جنية بأرباح 25% وفي العام التالي أصبح المبلغ 250 ألف، وبدأ في الزيادة لعامة الثالث حتى وصل 300 ألف، خلاف مبلغ زوجته.
وأما شقيقه جمال، 40 عامًا، مبيض محارة، سلم تحويشة عمره وقدرها مليون جنيه، شقى 14 سنة غربة في ليبيا وبيع أراضي، بيده إلى مستريح سوهاج، وبالإضافة إلى ذلك ضمن بعض أصحابه وأخذ منهم 400 ألف جنيه وسلمها للمستريح، ووقع جمال على إيصالات الأمانة لأصدقائه بحكم الثقة الزائدة في المستريح، مشيرًا إلى أنه فعل ذلك 'بحكم العشرة والعيش والملح اللي أكله في بيتهم'.
وأضاف أنه يعرفه جيدًا، مشيرًا إلى أن والده هو من قام بعمل المحارة لمنزلهم، ولذلك يثق فيه كثيرًا، بالإضافة إلى أن والد المستريح كان يشجع الأهالي لإعطاء أموالهم إلى ابنه.
أما شقيقهم الثالث، عامل باليومية، دفع للمستريح بيده أيضًا مبلغ وقدره 900 ألف جنيه، منذ عامان، ولا يعلم أحد من الأشقاء الثلاثة أن شقيقه يقوم بتشغيل أمواله لدى، مستريح سوهاج، ولكن كشف كل منهم سره للأخر عندما شكوا فيه بعض مطالبتهم له بالمال والفائدة، ونتيجة إنقاص الفائدة من 25% إلى 20% ومنها إلى 15% في العام الثالث.
وأضاف قائلأ: 'أنا سمعت ناس بتودي عنده وهو عرف أنني امتلك أموال واتصل بيا وقالي أنا بشغل الفلوس بأرباح كويسة وأنا عارف إنك معاك فلوس حاططها في البنك وأنا هديلك أفضل من البنك وإحنا ناس معروفة ومعانا شغل في سيتي بسوهاج وإسكندرية والقاهرة وكلام معسول وضحك علينا'.
ومن جانبها قالت 'داليا ح' 48 عامًا، ربة منزل أنها سلمت مستريح سوهاج 500 ألف جنيه ورثها وورث شقيقاتها، لجارها الذي تثق فيه وبعد المطالبة تهرب وبدأت الأعذار ثم قفل هاتفه، ولم نصل إليه.
وفي نهاية المطاف نصح جميعهم غيرهم بالاحتياط والحذر من النصابين، فلا توجد ثقة عمياء في غرباء أو أقرباء، والأفضل أن يقوم كل شخص باستثمار أمواله بيده أو يضعها في البنك.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
