أحيا مريدو ومحبو سيدي عبد الرحيم القنائي الليلة الختامية للاحتفال بذكرى مولده، في أجواء مليئة بالحب والفرح والسعادة، والتي شهدت حضورًا كثيفًا من الرجال والسيدات والشباب، الذين افترشوا ساحات المسجد مهللين بالأغانؤ والأناشيد في حب أسد الرجال عبد الرحيم القنائي.جانب من الاحتفالات
طبل ورقص ومديح
ووفقًا لما جرت عليه العادة، حرص عدد من الرجال والنساء على الوفاء بالنذور في تلك الليلة ومنها إحضار صنية من الحنة عليها الشموع، على أنغام الطبول وترديد أغاني المديح، وتجمع حولها العشرات من أبناء قنا يصفقون، ويرقصون بالعصي، مسجلين فرحة كبيرة بقدوم المولد.جانب من الاحتفالات
من هو سيدي عبدالرحيم القنائي
ولد السيد عبد الرحيم القنائي عام 521هـ / 1127م بمدينة ترغاي بإقليم سبتة بالمغرب، وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتوفي أباه وهو في الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو في عمر الرابعة عشر، ثم حلّ محل والده، وأمضى خمس سنوات معتليًا منبر الجامع يُعلم الناس ويعظهم بأسلوبه الخاص الذي يُبكي الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد إليها الرحال خلال موسم الحج العاشر.جانب من الاحتفالات
والتقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر آنذاك، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وأقنعه القشيري بأن يستقر في مصر، فوافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إمامًا للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله آخر خلفاء الدولة الفاطمية.جانب من الاحتفالات
بعد ذلك فضَّل عبد الرحيم الانتقال إلى مدينة قنا، تنفيذًا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إليها والإقامة بها، فقوص ليست بحاجة إليه، فبها الكثير من العلماء والفقهاء، فاستقر بمدينة قنا، وعينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخًا لمدينة قنا، وعُرف منذ ذلك الوقت بـ عبد الرحيم القنائي، وأنشأ له مسجدًا في عام 1136م، ثم قام الأمير همام بن يوسف الهواري أمير الصعيد آنذاك بتوسعته وأوقف عليه أوقافًا زادت من مساحته وفرشه، وفي عهد الملك فاروق أُعيد بناؤه عام 1948م، حيث أمر بإزالة المبنى القديم وإعادة بنائه مع وجود الضريح داخل المسجد.