سادت حالة من الحزن فى الشارع البورسعيدي اليوم الاحد بعد تداول خبر وفاة أحمد هلال أحد أبطال المقاومة الشعبية بمحافظة بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى على المدينة الباسلة فى عام ١٩٥٦ ، و هو احد خاطفى الضابط مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا .
و نعى اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد وفاة بطل المقاومة الشعبية على الصفحة الرسمية للمحافظة .
داعيٱ الله أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ، وأن يلهم أهله و ذويه الصبر والسلوان ، مؤكدا أن البطل أحمد هلال حفر باسمه بطولات عظيمة في تاريخ محافظة بورسعيد خلال مقاومتها للعدوان الثلاثي ، و انا لله و انا اليه راجعون .
لقاء أهل مصر مع بطل المقاومة الشعبية أحمد هلال
و كان قد اجرى موقع اهل مصر بثا مباشرا معه بعنوان ' في ذكرى «العـدوان الثلاثي».. المقاوم البورسعيدي أحمد هلال يكشف تفاصيل اختطافه ابن عمة ملكة بريطانيا '
و قال هلال خلال البث المباشر : كنا شباب عفاريت نلاعب الإنجليز، والفرنسيبن، والإسرائيلين، لعبة القط والفأر، فطوال النهار والليل يبحثون عنا، والأغرب من ذلك أننا كنا نحاربهم بأسلحتهم، حيث كنا نقوم بخطف أسلحتهم ونضربهم بها، مما جعلهم يقومون بربط السلاح في الآيش والحزام».. بتلك الكلمات بدأ يروى الحاج أحمد هلال أحد أبطال المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد، وواحد من ٦ أفراد قاموا بخطف الضابط «أنطوني مورهاوس ابن عمة ملكة بريطانيا».
روى «هلال» لـ «أهل مصر»، كيف احتار العدوان في أمر أفراد المقاومة في بورسعيد وأطلقوا عليهم اسم «العفاربت»، قائلا: «نحن اشترينا الوطن، وكنا لا نخشى العدو، وجعلنا العدوان يحتار من أمرنا، كنا لا ننام نخطط لهم بالنهار و نحاربهم طوال الليل».
اختطاف مورهاوس في 10 ديسمبر 1956
ذكريات مر عليها ٧٦ عاما، ولكنها متعلقة في القلوب، والأذهان مهما مرت السنوات، يروي «هلال» حكاية 5 أفراد من المقاومة الشعبية، و هو سادسهم سجلوا أسمائهم بحروف من نور فى كتاب التاريخ ، وهو خطف الضابط انطونى مورهاوس الذى قاد غارة في بورسعيد على مقر طبيب أسنان مصري واعتقل سبعة من الكوماندوز المصريين.
في صباح يوم 11 ديسمبر عام 1956، عاد إلى مكان الحادث بمفرده وبدون سلطة عسكرية، وكان أفراد المقاومة الشعبية يمرون في الشوارع مستقلين السيارة (57 قنال) وأعطاهم الضابط سامي خضير بدلتي شرطة، في الوقت الذي قام «حسين عثمان» بدور بائع «العاديات» لاستدراج أي ضابط إنجليزي، وفجأة تغيرت الخطة عندما كانوا يمروا أمام الملازم أنطونى مورهاوس، الضابط بالجيش البريطاني، ابن عمة ملكة إنجلترا، ومجموعته ووجدوه ينطلق بسيارته الجيب خلف طفل يركب دراجة فأسرعوا خلفه، استدار ليركب السيارة، فقمت بخطف السلاح الخاص به.
وأضاف «هلال»: «ارتبك الطفل فوقع من على دراجته فنزل إليه (مورهاوس)، فتكلم أفراد المقاومة معه وأقنعوه أنهم من الشرطة المصرية، وتعهدوا له بأنهم سيأتون له بالطفل فاقتنع واستدار ليركب السيارة، فقمت بخطف السلاح الخاص به وقام (محمد عبدالرحمن) بلي ذراعه اليسرى ووضع إصبعه في ظهره وكأنه مسدس فانهار تمامًا، وقدناه إلى السيارة، وحاول مورهاوس ضرب السائق (علي زنجير) فلكمه لكمة شديدة أسقطته على أرض السيارة».
وتابع «هلال»: «ذهب الفدائيون إلى ما يسمى (بلوكات النظام) حيث اعتادوا قبل ذلك على خطف المصريين الذين يتعاونون مع الإنجليز والذهاب بهم إلى هناك لمحاكمتهم، وجردوا (مورهاوس) هناك من متعلقاته الشخصية (الكارنيه- نوته مذكرات) وحاول الهرب فوضعوا منديلًا علي فمه وربطوه حول وجهه ووضعوا (الكلابشات) في يديه ،ورجليه ووضعوه في جوالين ثم في صندوق ثم وضعوه في سيارة تابعة لفرق الأمن بعد أن ذهب 'علي زنجير' لكى يتخلص من السيارة التي استخدموها في العملية».
محاصرة العدوان شوارع بورسعيد
واستكمل بطل المقاومة الشعبية: «تم نقل الضابط البريطاني إلي سيارة أخرى تابعة لعمليات خدمة المياه، وذهبوا إلي بيت في شارع أحمد عرابي ووضعوه في الدور الأرضي، ولسوء حظه فقد وضع الصندوق مقلوبُا، وبعد أن علم الإنجليز بعملية الخطف ثاروا وبدأوا نشاطًا موسعُا للبحث عن الضابط المخطوف، وعلي مسافة قريبة من البيت الذي أخفوه فيه وجدوا السيارة التي استعملوها فبدأوا في عمل حصار من شارع كسري حتى طرح البحر ومن شارع الأمين حتي شارع محمد علي وهو مستطيل كبير جدا ووضعوا الأسلاك الشائكة».
منع عنه الطعام فمات فى صندوقه
واستطرد «هلال»: «حاصر جنود الاحتلال المنطقة ثلاثة أيام، مما تسبب في خوف رجال المقاومة الشعبية من الذهاب إليه لتقديم الطعام أو الشراب لـ(مور هاوس)، وخلال هذه الفترة مات في صندوقه أي أن الإنجليز هم الذين قتلوه حيث كانوا يفتشون المنازل والعجيب أن البيت الذي أخفوه فيه كان داخل منطقة الحصار، ودفنه أفراد المقاومة بعد ذلك أسفل العقار، وظلوا يبحثون عنه فى جميع المنازل ويضعون عليها علامات بالطباشير، وقمنا انا و زملائى بوضع نفس العلامة على المنزل الموجود به جثة مورهاوس، ولأنهم كانوا دوريتين ، فأعتقد كل منهما أن الأخرى دخلت المنزل و وضعت العلامة».
لقاء جمال عبدالناصر
واختتم «هلال» حديثه، قائلا: «قابلت الرئيس جمال عبدالناصر مع زملائى وقال لنا (موتوه ليه؟)، فقلت له كنا نريد أن نسلمه لسيادتك يدا بيد، فبتسم ابتسامة عريضة، وهو فخور بما قمنا به من عمل بطولي».