تعد جوهرة مصر في الصحراء الغربية 'واحة سيوة' في شهر رمضان لها طقوس وعادات، في البقعة الساحرة التي لا يعرف عنها الكثيرون إلا قليلاً، وشهرتها العالمية تحظى بمكانه محلية لطبيعتها وخصوصيتها الفريدة في شتى المجالات، حيث اطلق عليها 'واحة الأحلام والأساطيروالغرب '، بسبب الفطرة والجمال والآثار وعيون الماء والنخيل والزيتون التي تمتلئ حياتهم بعادات وتقاليد وخصوصية يمتازون بها دون غيرهم.
واحة سيوة
رؤية الهلال على الماء
يروي محمد جيري لـــ 'أهل مصر ' من سكان سيوة أنه قديماً كان استطلاع شهر رمضان لشخص حاد البصر يتمركز عند أعلى نقطة في جبل 'شالي' ومعه طبلة كبيرة لمراقبة طرق الواحة وقرع الطبل وتنبيه الناس في حالة رؤيته لدخيل أو غزاة للواحة، وكان من ضمن مهامه استطلاع الهلال من مكانه المرتفع، حيث توضع بجواره ' قصعة ' كبيرة بها ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال ومع التطور .
ثم أصبح الإعلان عن رؤية الهلال بواحة سيوة من خلال إطلاق أعيرة نارية، وكل من يسمعها يطلق أعيرة أخرى ليعرف أهالي المناطق البعيدة بقدوم الشهر الكريم ومع التطور وزحف المدنية إلى الواحة أصبح الاعتماد على التثبت من رؤية الهلال عن طريق وسائل الإعلام .
واحة سيوة
المسحراتى
ويشير جيري إلى أن واحة سيوة من المجتمعات التي عرفت المسحراتي منذ القدم، حيث كان يقوم شخص بالطواف وهو على ظهر حمارة على منازل الواحة المتفرقة وإيقاظ أهلها لتناول السحور ومازالت هذه العادة موجودة حتى الآن .
شالي سيوة القديمة
موائد في رمضان
وأوضح أن شهر رمضان من كل عام تتكفل مجموعة من أبناء سيوة بالمرور على المنازل وجمع الطعام والسلع الغذائية والنقود ثم إعادة توزيعها على بيوت الواحة، وأصبح هذا التقليد عرفاً منذ القدم ولا يسبب حرجاً للفقراء، حيث يعطون ويأخذون وبهذا الأسلوب تتشابه موائد سيوة في هذا الشهر الكريم.
واحة سيوة
تدين أهالي سيوة
ويؤكد ابن واحة سيوة، أن هناك طريقتين دينيتين للتعبد في سيوة، هما أقرب للتصوف ' الطريقة السنوسية ' و'الطريقة المدنية '، وهاتان الطريقتان ساهمتا في لم الشمل بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين وقضت على النزاعات والخلافات بينهم خلال تاريخ الأمازيغ بالواحة .
شوارع واحة سيوة
الاستعداد لرمضان
وأشار إلى أن النساء والأطفال يقومون بتنظيف الساحات حول المنازل وقطع بعض عراجين البلح، وتعليقها على أبواب المنازل ابتهاجاً بقرب الشهر الكريم ويقوم أهالي سيوة بإهداء المغتربين المقيمين في الواحة البلح والطعام ورغم أن نساء سيوة جميعهن منقبات بطبيعتهن، إلا أنهن يحتجبن تماماً عن الخروج طوال شهر رمضان.
شوارع واحة سيوة
ومن أهم الأكلات في شهر رمضان الملوخية السيوى والأرز بأصنافه والمكرونة واللحوم، ويفطر أهالي سيوة على التمر والرايب أو الزبادي ثم يذهبون إلى صلاة المغرب في المسجد، حيث يحرص الجميع على صلاة المغرب جماعة ومن المشروبات الخاصة بهم 'اللتبى' أو روح النخلة وهو يستخلص من أحد أجزاء جزع النخلة وهذا المشروب مفيد ومقوى، لكنه إذا بات لليوم الثاني أصبح خمراً وضاراً.