شهدت قرية دقادوس بمركز ومدينة ميت غمر، واقعة مؤسفة حيث قامت سيدة وبنتيها بطرد والدهم الذي كان يعيش معهم في منزل واحد؛ وذلك بعدما أنفق على بناته حتى ارتدن الجامعات.
في المقابر عاش عم طارق، وجلس أمام قبر ظهرت عليه الآية الكريمة: «واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله».. مفارقة عجيبة فهذه الآية الكريمة اتكأ عليها رجلاً طُرد من منزله على يد بناته وزوجته؛ طردوه لمرضه وتبوله اللاإرادي، ليجد نفسه يعيش وحيدًا في القبور؛ تحتضنه أرواح الراحلين بعيدًا عن بؤس الدنيا وشقائها، وظلم الأبناء وقسوتهم.
عم طارق.. رجل في عقده الخامس من العمر يعيش في المقابر بقرية دقادوس التابعة لمركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية؛ طرده بناته وزوجته من المنزل، وتعدوا عليه ضربًا بالحذاء (الشبشب).
قال عم السعيد، وهو الرجل القائم على خدمة عم طارق، إن أبنائه «قاموا بطرده من البيت علشان بيعمل حمام على نفسه، وقالوا إللي هييجوا هنا هنضربة بالشبشب»، مؤكدًا «بحمية وبعملة كلة حاجة»، فيما أوضح عم طارق أن السعيد «بيخدمني لوجه الله».
وقال عم طارق، في حديثه لبرنامج «تفاصيل»: «عاوز الستر وخلاص؛ عاوز أتستر في الدنيا وعندي 54 سنة». عم طارق كان يعمل نجارًا، وأنفق على بناته حتى تخرجن من التعليم الجامعي؛ ليصبح مصيره العيش وحيدًا وسط المقابر على «مصطبة أسمنتية».
وعن مطالبه، قال عم طارق «عاوز أكل وأشرب وأنام وخلاص»، موجهًا حديثه لبنتيه قائلاً: «ربنا ينتقم منكم، وبدعي عليهم بصراحة، ومعرفش اتغيروا معايا كدة ليه، واللي كانوا عاوزينة كنت بعملهولهم»، موضحًا أن «عيالي وحشين قوي؛ بيطردوني ويقولولي يا حرامي يا شحات».
ويعاني عم طارق من ضمور في المخ، وقال شاب يدعى عبد الحليم (أحد الجيران) إن الحاج طارق كان يعمل «نجار بريمو»، وقام بتسجيل المنزل باسم بنتيه وزوجته وقاموا بعد ذلك بطرده من المنزل، والبلد تفاجأت بوضع عم طارق، مؤكدًا أن بنتيه يشاهدون الوضع الذي يعيش فيه والدهم حاليًا.
من جهته تكفل الدكتور حسن ناجي، مدير مستشفى الرحمة التخصصي، بالتكفل بعلاج عم طارق، مؤكدًا أنه ربما يكون مصابًا بآثار جلطة قديمة تسببت في عدة مشاكل لديه، مضيفًا: «تعالوا بكرة الساعة واحدة؛ كلنا هنكون في انتظاره».
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
