أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت من أفضل فترات المعارضة السياسية في مصر، مشيرا إلى أن السادات هو من أعاد الحياة السياسية وأحيا الأحزاب السياسية في مصر من خلال قرارات فردية اتخذها، معتبراً أن القرار الوحيد الذي اتخذه بشكل جماعي كان قرار حرب أكتوبر.
وخلال برنامجه "حديث القاهرة" أوضح عيسى، أن الحراك السياسي والحيوية السياسية في فترة السادات كانت الأفضل، مضيفا: “السادات ارتد عن الديمقراطية التي كان قد قررها، فقبض على المعارضة وزجّ بها في السجون، وأظهر وجه يوليو الديكتاتوري، وكان اغتياله بعدها بشهر”.
وتابع: “حسني مبارك أعطى هامشا للديمقراطية من خلال الانتخابات، الصحافة، حرية الرأي، والانفتاح، وكان هناك مساحة كبيرة من الديمقراطية، ولكن فور أن قرر التراجع، بدأ التزوير للانتخابات، وأوقف برامج حرية الرأي والتعبير، ليؤدي ذلك إلى سقوط نظام حكمه. الديكتاتورية تموت، بينما الحرية تعيش”.
وأكد الإعلامي أن الرئيس الراحل أنور السادات هو الوحيد الذي انتصر في حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه كان المنتصر الوحيد على إسرائيل، مضيفا أن جميع الحكام العرب الذين اعترضوا على سياسات السادات في ذلك الوقت تعرضوا للهزيمة ولم يتمكنوا من تحرير أراضيهم من الاحتلال، قائلاً: “السادات عمل عظمة وحرر أرضه”.
وتابع عيسى، أن أنور السادات أعاد الحياة الحزبية في مصر خلال فترة حكمه، إلا أننا فقدنا هذا الهامش من الحرية بعد أحداث 25 يناير 2011، حيث لا توجد حياة سياسية حقيقية الآن. وحذر من تحكم تيار الإسلام السياسي والتيارات الناصرية في الشأن السياسي.
وأضاف: “الرئيس السادات لم يخذل المصريين خلال حرب أكتوبر ولا قواته المسلحة، بينما عبد الناصر ضيع سيناء والقناة وانهزم هزيمة منكرة في ثلاثة أيام.
وأكد الإعلامي أن الرئيس الراحل أنور السادات هو أكثر رئيس حقق انتصارات لمصر، قائلاً: “حتى الآن، أنور السادات يواجه حملات تشويه مستمرة، وهناك محاولات دائمة لتقديمه بصورة سلبية، رغم أنه لم يحقق لمصر ما حققه هو”.
وأضاف، أنه رغم كونه الرئيس المنتصر، فإنه يعامل معاملة مليئة بالاضطهاد والترصد والكراهية، مقارنة بالرئيس المهزوم جمال عبد الناصر، مؤكدا أننا نحتاج إلى تقييم حقيقي لفترة حكم السادات، مشيراً إلى أنه كان حاكماً فردياً بقرارات فردية ومن نفس نظام يوليو، لكنه كان يختلف كثيراً عنهم.
وتابع: “خصوصا هذا العام، وكأن السادات يعيد تشكيل الوعي العربي من جديد، فهو الناجح الوحيد وسط الفاشلين، والوحيد الذي أنجز في وقت كان فيه العالم العربي يحاول حفر قبره بنفسه، والذين هاجموه لم يقدموا سوى الخراب والتدمير”، جاء ذلك خلال تقديمه برنامج “حديث القاهرة” على قناة القاهرة والناس.