في كثير من الأوقات ننزعج في منتصف الليل، بسبب كابوس، ونفزع خائفين من هذا الحلم المزعج، فقد نرى سقوط الأسنان، أو أننا تائهون، أو مطاردة من أحدة الاشخاص، ولكن لا نستطيع الصراخ، وتحبس أنفسنا، ونختنق حتى نستيقظ في فزع وخوف، ومن الطبيعي تكون الأحلام محبطة إن لم تكن مزعجة تمامًا، وتؤثر على نفسيتنا طوال اليوم، كما أنه من الصعب العودة إلى النوم وتؤدي إلى قلق الأطفال والكبار على حد سواء، وهذا ما يسمى الكوابيس
أسباب الكوابيس المرعبة
وفي عالم الأحلام والكوابيس، يبقى الغموض أكثر من الحقيقة، فهو مجال من مجالات علم الأعصاب وعلم النفس يصعب دراسته ، نظرًا لأن كل واحد منا يمر بعالم أحلام فريد من نوعه يكون شخصيًا بطبيعته ويصعب توثيقه بموثوقية، وعلى الرغم من وجود بعض الفرضيات، إلا أنه لم يتم تأكيد سوى القليل عن سبب حلمنا، ومع ذلك، هناك بعض النظريات المثيرة للاهتمام حول الكوابيس وأبحاث حديثة تقدم نظرة ثاقبة وطرقًا محتملة لتقليل حدوثها وتأثيرها، لذلك نرصد في السطور التالية أسباب حدوث الكوابيس وطرق تجنبها، وفقا لموقع 'amerisleep'، في الاتي:
ما هو الكابوس؟
الكوابيس هي أحلام تثير مشاعر الخوف أوالرعب أوالضيق أوالقلق، ويتم تمييز الكوابيس عن الأحلام عندما تتسبب في استيقاظ النائم فعليا منزعجا، ومن المرجح أن يتذكر الأشخاص الذين يستيقظون أثناء الكابوس تفاصيله، وأثناء غفوتك، يكون عقلك مشغولا جدا في أوقات معينة من الليل، أثناء نوم حركة العين السريعة، تظهر موجات الدماغ نشاطًا مشابهًا إلى حد ما للاستيقاظ ، ويستهلك عقلك قدرًا من الطاقة إن لم يكن أكثر ما كنت عليه عندما تكون مستيقظا، وتتحرك عيناك بسرعة، لكن عضلاتك في حالة شلل، هذا الشلل المؤقت هو شيء جيد ، لأنه أثناء نوم حركة العين السريعة لا يزال دماغك يطلق الأوامر في القشرة الحركية وأنت تتحرك حول عالم أحلامك.
وتحدث الكوابيس عادة خلال مراحل الراحة التي تمر بها حركة العين السريعة ، وتظهر في النصف الأخير من نومك، لا يعرف سوى القليل عن سبب حلمنا بشكل عام ، لكن النظريات الشائعة تتراوح من إدارة الأفكار اللاواعية ، إلى فرز الذكريات والمعلومات المكتسبة ، إلى الإشارات الكيميائية العشوائية البحتة.،لا يوجد أيضا الكثير من المعلومات حول سبب تحول الأحلام أحيانًا إلى كوابيس ، ولكن يعتقد أن بعض عوامل النهار يمكن أن تلعب دورا مؤثرًا.
العوامل التي تؤثر على محتوى الأحلام
قامت دراسة أجرتها جامعة مونتريال عام 2014 بتحليل 253 كابوسًا و 431 حلمًا سيئًا، ووجدوا أن العدوان الجسدي كان الموضوع الأكثر انتشارا في الكوابيس ، إلى جانب الموت والصحة والتهديدات، وكان من المرجح أن تتضمن كوابيس الرجال موضوعات الكوارث الطبيعية والحرب ، بينما أظهرت النساء تواترًا أكبر للنزاعات الشخصية، بينما كان الخوف عاطفة شائعة تثيرها الكوابيس ، تسبب جزء كبير منها في الحزن أو الارتباك أو الخوف أوالاشمئزاز أيضًا.
ةتم العثور على موضوعات مماثلة في دراسة ألمانية سابقة ، والتي حددت موضوعات الكابوس الخمسة الأكثر شيوعًا مثل السقوط، والمطاردة، والشلل، والتأخير وموت العائلة أو الأصدقاء.
ولا يوجد دليل أو إجماع مباشر على أسباب الكوابيس بالضبط أو سبب وجودها ، ولكن أشياء مثل علاقاتنا وأنشطتنا النهارية وبعض الأدوية والأحداث الصادمة جميعها لها روابط مهمة.
عوامل مؤثرة أخرى للكوابيس
الحرمان من النوم:
معاناة الأرق والتعب يزيد أيضًا من فرص حدوث كوابيس متكررة ، وفقًا للدراسة الفنلندية المذكورة سابقًا.
اضطرابات النوم:
الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي ومتلازمة تململ الساق واضطرابات النوم الأخرى هم أكثر عرضة للكوابيس.
الصداع النصفي:
قد يرتبط الصداع النصفي بمزيد من الأحلام والكوابيس المتكررة.
الألم:
أظهرت إحدى الدراسات أن 39٪ من الأشخاص الذين يعانون من آلام الحروق يعانون من آلام في أحلامهم، والتي ارتبطت بمزيد من الكوابيس وألم أكثر حدة أثناء النهار.
طرق التقليل من الكوابيس وإزالة الأحلام السيئة
تظل السيطرة على الكوابيس منطقة مجهولة إلى حد كبير ، على الرغم من وجود القليل من المدارس الفكرية المختلفة عندما يتعلق الأمر بإدارة الأحلام السيئة، بالنسبة للعديد من الأشخاص، لا تعتبر الكوابيس مصدر إزعاج كبير حقا، ولكن إذا أيقظتك أكثر ما تريد أوواجهت مشكلة في الاستقرار بعد ذلك، فإليك طريقتان محتملتان يمكنك اتباعهما لمنعها أو تقليل حدتها.
مارس عادات نوم جيدة
-ليس من الممكن دائمًا منع الأحلام السيئة تماما، ولكن تهيئة المكان لنوم جيد يمكن أن يساعد في ضمان قيلولة بشكل أفضل والشعور براحة أفضل، تتضمن نظافة مكان النوم والتأكد من أن كل من عاداتك وبيئة نومك مثالية للراحة الجيدة.
-يمكن أن يكون لمساحة نومك بعض التأثير على حالة راحتك، من الناحية المثالية، يجب أن تكون غرف النوم باردة ومظلمة وهادئة، قم بإزالة أو إيقاف تشغيل مصادر الضوء مثل أجهزة التلفزيون وأجهزة VCR والمنبهات ، وفكر في استخدام ظلال حجب الضوء إذا كنت تعيش في منطقة حضرية أو تنام بعد شروق الشمس، يمكن أن تساعد آلات الضوضاء البيضاء أوسدادات الأذن في التخلص من الضوضاء المزعجة.
ومن حيث العادات ، يعد الحفاظ على وقت نوم واستيقاظ منتظم طوال الأسبوع جزءًا أساسيا من دعم ساعتك الداخلية، مثل التمارين اليومية المعتدلة، والتعرض اليومي لأشعة الشمس وروتين الاسترخاء المسائي المنتظم.
-يمكن أن يؤثر الكافيين والكحول والنيكوتين على النوم بطرق مختلفة ، ومن الأفضل تجنبها قبل ساعات من موعد النوم. يوصى أيضًا بالحفاظ على الوجبات الخفيفة قبل النوم وتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل أو تلك التي تسبب عسر الهضم.
التحدث عن الكوابيس أواكتبها
اعتقد علماء النفس أن الحديث عن الأحلام والحصول على الدعم الاجتماعي لوضعها في نصابها أمر أساسي لتقليل القلق بعد الكوابيس، وقد يأخذ هذا شكل التحدث عن الأحلام مع معالج أومناقشتها مع شريك أو في إطار جماعي أوعبر دفتر يوميات مستقل.
إذا استيقظت مرتعشًا من كابوس ولم تتمكن من العودة إلى النوم على الفور ، فقد يكون من المفيد الخروج من السرير وكتابة الحلم ، وحتى تغيير مساره.
علاج بروفة الصورة هو نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يتضمن تذكر الكابوس ثم كتابة نسخة جديدة أكثر إيجابية وتدريب هذا السيناريو الجديد يوميا لتحل محل موضوع الكابوس الأصلي، وهذا هو نوع من العلاج مدروس جيدا، وهو علاج موصى به من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب النوم للكوابيس المزمنة مجهولة السبب والكوابيس المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة.
تعامل مع ضغوطات النهار
يمكن أن تركز الأساليب الأخرى على الروتين أوالعمل على مجالات حياتك التي يمكن أن تساهم في التوتر أوالخوف، حيث وجد استطلاع الإجهاد في أمريكا لعام 2013 الذي أجرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن التوتر مرتبط بنوم أقل ، وأن قلة النوم مرتبطة أيضًا بارتفاع الضغط، وعندما تمر بيوم عصيب، خذ بضع دقائق للتخلص من التوتر قبل النوم، جرب حماما دافئا، أو موسيقى مريحة، أو اليوجا، أوأساليب أخرى لمعرفة ما يساعدك أكثر.
استرخاء العضلات التدريجي
هو طريقة أخرى موصى بها من قبل الجمعية الأمريكية للكوابيس، وينطوي على شد وإرخاء مجموعات مختلفة من العضلات تدريجيا في جميع أنحاء الجسم لتقليل التوتر والتوتر، يمكن أن يتم ذلك في بيئة سريرية ، أو في المنزل عبر مسار صوتي موجه.
وتجنب مشاهدة أو قراءة أشياء تتكون من علف كابوس شائع بالقرب من السرير، قد ينتهي الأمر بهذا الفيلم المخيف أوالكتاب المشوق أو بث الأخبار المقلقة في قائمة تشغيل منتصف الليل.
الخيارات الأفضل للتهدئة إذا كنت تبحث عن نوم أكثر هدوءًا هي العروض المبهجة أوالموسيقى الهادئة أو التلوين والرسم أو القراءة المحايدة حول مواضيع مثل تحسين الذات أوالهوايات، وتذكر أن الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفزيون والأجهزة اللوحية تسرق النوم، لذلك من الأفضل إيقاف تشغيلها قبل النوم بـ 30 دقيقة على الأقل.
العب بعض ألعاب الفيديو
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على جنود أمريكيين وكنديين سابقين لا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أن أولئك الذين لعبوا ألعاب الفيديو غالبًا ما كانت لديهم أحلام أقل تهديدًا وكانوا أقل سلبية في أحلامهم. يتوقع الباحثون أن عملية إزالة الحساسية والقتال والفوز المرتبطة بألعاب الفيديو قد تنتقل إلى عالم الأحلام.
ومع ذلك ، وجدت دراسة متابعة أن هذه الحماية قد لا تمتد لتشمل النساء، نظر الباحثون في مجموعة من طلاب الجامعات الذين عانوا في السابق من الصدمة والأحلام ذات الصلة. في حين أن اللاعبين ذوي المستوى العالي الذين عانوا من الصدمة كانوا أقل تأثراً بالكوابيس ، فإن اللاعبات رفيعات المستوى يواجهن بالفعل صعوبة أكبر في مواجهة الكوابيس، يتكهنون بأن أنواع الألعاب، سواء كانت تلعب على الصعيد الاجتماعي ، ، عامل أيضًا في قدرة الألعاب على توفير الحماية من الكوابيس.
احصل على المساعدة إذا لزم الأمر
في بعض الأحيان ، يمكن أن تصبح الكوابيس أكثر من مجرد اضطرابات عرضية ، وتصبح مصدرًا مهمًا لقلق النوم، و اضطراب الكابوس هو اضطراب نوم معترف به سريريا، ويصنف من خلال الكوابيس المتكررة والمستمرة التي تعطل النوم بانتظام، وتسبب القلق أثناء النوم وتؤثر على السلوك أثناء النهار، ويمكن أن تكون أيضا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ، والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نوعية الحياة.
إذا كنت تشعر بأن الكوابيس تجعل من الصعب الحصول على نوم جيد ليلًا كثيرًا أو تشعر بالقلق من النوم بسبب الأحلام السيئة ، فمن المفيد مناقشة الأمر مع طبيبك أو طبيب نفساني، يمكنهم تقييم ما إذا كانت هناك ظروف أساسية لحل ووصف العلاجات والأدوية المناسبة عند الاقتضاء.
والأهم من ذلك ، لا تشعر بالحرج من طرح القضية ، فالكوابيس ليست طفولية، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة اليقظة، ويمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي إلى جانب عادات نمط الحياة الصحية دورا مهما في تقليل تأثيرها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
