ما بين ظلمات ليل مساء أمس وصباح اليوم، شهد حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي بمدينة مانشستر في شمال إنجلترا انفجارًا كبيرًا، أدى إلى مقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة نحو 50 فيما قالت الشرطة البريطانية إنها تتعامل معه باعتباره حادثا إرهابيا.
وقالت كاثرين ماكفارلين، التي حضرت الحفل، "كنا نمضي في طريقنا وعندما وصلنا إلى الباب وقع انفجار هائل وبدأ الجميع يصرخون، إن انفجارا ضخما، وكان المشهد فوضويا، الجميع كانوا يركضون ويصرخون ويحاولون الخروج".
ومانشستر أرينا هي أكبر قاعة احتفالات مغلقة في أوروبا وافتتحت في 1995 وتستضيف حفلات موسيقية وأحداثا رياضية.
في حين ذلك احتفل أنصار تنظيم "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب وقوع الانفجار، وأعلن التنظيم مسؤوليته رسميًا عن الحادث.
- جماعة "بلقاسم" وراء الحادث:
ومن جانبه قال أحمد عطا الباحث في شؤون الحركات الاسلامية، إن العملية التي وقعت في ملهي ارينا بمدينة مانشستر هي العملية الأعنف في تاريخ بريطانيا، وهذه العملية لم تكن مفاجأة لجهاز الاستخبارات البريطاني فقيل ثلاثة أشهر قدم جهاز شرطة اليورو بول تقرير حول تحرك نوعي للتنظيمات المسلحة.
وأضاف عطا في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن التقرير كشف تحركات كبيرة داخل بريطانيا وبالتحديد للعناصر التابعة لمسؤول العمليات المسلحة داخل بريطانيا هو القيادي فؤاد بلقاسم المغربي الذي تم القبض عليه العام الماضي.
وأوضح أن هذه العناصر التابعة له سوف تنفذ عمليات تندرج تحت مسمي الأهداف العليا للتنظيمات المسلحة بعيدًا عن عمليات الدهس وعمليات الذئب المنفردة من خلال حمل السلاح الابيض، في نفس السياق الاستخبارات البريطانية لم تتحرك بالشكل الكافي نظرا لعدم وجود أجندة معلومات أمنية لهذه العناصر التكفيرية التابعة لمجموعة فؤاد بلقاسم.
وعن أسباب انتشار العمليات داخل بريطانيا بالتحديد، قال عطا: "يوجد أكثر من ١٩ منظمة دعوية تكفيرية داخل لندن وتعمل بشكل كامل وبمشروعية الحكومة البريطانية وهذا حسب ما جاء في تقرير الامن القومي الامريكي الصادر عام ١٠١٦"، وتوقع عطا، مزيد من العمليات التفخيخية التي تتحرك في أطار الدولة الجهادية العظمى.
- الجيش المصري حائط سد:
بينما قال سامح عبد الحميد حمودة القيادي السلفي، إن هذا الحادث الخطير يدل على أن الجيش المصري هو حائط الصد المنيع الحائل دون توغل الإرهاب في المنطقة العربية ومن خلفها العالم كله، فمصر محاطة بالمراكز الرئيسية لجماعات الإرهاب مثل داعش وغيرها، ومصر هي العقبة أمام انتشارهم في المنطقة ومن بعدها أوروبا.
وأضاف حمودة في تصريح خاص، التفجير يؤكد علي أن الإرهاب ليس بعيدًا عن بريطانيا، وأنه ظاهرة عالمية، وأن هناك من نجح في اختراق الاحتياطات الأمنية الدقيقة في بريطانيا، وقامت مجموعة بتصنيع المتفجرات أو إدخالها بطريقة محكمة، كما أن اختيار الموقع والتوقيت وطريقة الهجوم كلها أمور تشير إلى أن هناك خطورة من تكرار مثل هذه الكارثة، فعلى دول العالم دعم مصر للتخلص من جذور الإرهاب.