صفقة العفو.. صهر خيرت الشاطر يطرح مبادرة من تركيا للصلح مع "السيسي".. الاعتراف بـ 30 يونيو وشرعية الرئيس الحالي والتبرؤ من "مرسي" أبرز البنود.. توزيع "إقرارات توبة" على شباب الجماعة بـ 5 سجون لتقديمها

بين الحين والآخر يتأكد لدى شباب وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، أن الفشل مصيرها، ولن يكون هناك أي جديد في ملف مقاومتها للدولة المصرية وإسقاط النظام المصري، ولهذا بدأت قيادات الجماعة في المراجعات الفكرية لشبابها، كخدعة لمعاودة العمل تحت مظلة داخل الحياة السياسية.

وفي هذا الشأن، بدأت القيادات في تداول وثيقة تحمل اسم "إقرارات التوبة" داخل السجون المصرية، بين عناصر جماعة الإخوان، وذلك للتوقيع عليها لتقديمها للجهات المختصة في الدولة، لعقد مصالحة مع الشباب الذين لم تلوث أيديهم بالدماء، للإفراج عنهم، ويتزعم هذه التحركات محمد الحديدي، الهارب خارج البلاد، صهر خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة.

وكشفت معلومات أن عناصر الجماعة في السجون بدأت توقع على استمارات تتبرأ فيها من التنظيم، منها سجون القناطر بمحافظة القليوبية، والقطا بمحافظة الجيزة، ووادي النطرون بمحافطة البحيرة، وطرة بجنوب القاهرة، وسجن بني سويف، تمهيدًا لإرسالها إلى أهاليهم لتقديمها إلى لجنة العفو الرئاسي، وتكون هذه الإقرارات بمثابة وثيقة تبرؤ من التنظيم، ومن ثم يمكن إدراج أسمائهم في القوائم التي يتقدمون بها إلى مؤسسة الرئاسة.

عضو بلجنة العفو الرئاسي كشف عن تلقيه عددًا من هذه الإقرارات

ووفقًا لما أكدته مصادر مقربة من جماعة الإخوان، فإن هذه المراجعات الجديدة بدأت مع منتصف شهر مارس الماضي، تزامنًا مع خروج وثيقة من جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، تهيئ القواعد بضرورة أن تقدم الجماعة تنازلات، وهو الأمر الذى واجهته جبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذى قُتل على يد الشرطة، ورفضت جميع وسائل التقارب بين الدولة والجماعة، متبنية في ذلك شعار العنف، إلا أن جبهة القيادات التاريخية التي يتزعمها "عزت"، القائم بأعمال المرشد والهارب منذ 30 يونيو، هي من تتزعم هذه المراجعات خلال الفترة المقبلة.

وتشمل الوثيقة البنود التالية: العنف والبعد عن الأفكار المتطرفة والمتشددة، الاعتراف بثورة 30 يونيو وشرعيتها والنظام المصري القائم حاليًا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التبرؤ من جماعة الإخوان الإرهابية، التعهد بعدم الانضمام للجماعات الدينية، حسن السير والسلوك، الانخراط في المجتمع، البعد عن المتشددين.

وهذه لم تكن المرة الأولى الذي يتزعم فيها صهر الشاطر، الهارب خارج البلاد، المشهد داخل الجماعة، إذ طرح في مارس الماضي مبادرة للمصالحة بين الجماعة والسلطة الحالية.

وأعلن "الحديدي" خلال ظهوره عبر فضائية "الشرق"، التي تبث من تركيا، تدشين تجمع سياسي جديد يحمل اسم "عقل مصر"، هدفه إجراء مصالحة بين الجماعة والسلطة، بحسب التفسيرات التي صاحبت ظهوره المفاجئ وقتها.

وطرح "الحديدي" في حينها عدة بنود وملامح تستند إليها هذه المبادرة أو التهدئة، أهمها وقف العنف ونزيف الدم، وتخلي الجماعة عن جبهة "الكماليون"، والابتعاد عن السياسة خلال هذه المرحلة، وعدم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أو دعم أي من مرشحيها نهائيًا، ووقف العمليات المسلحة للمجموعات الشبابية الموالية للجان النوعية التي أنشأها محمد كمال، ووقف التوغل داخل الجامعات المصرية ومحاولة السيطرة عليها، أو السيطرة على النقابات المهنية، مقابل إطلاق سراح المعتقلين، وعودة المهجرين إلى أرض الوطن.

بينما تستمر هذه المراجعات داخل مصر، إلا أن وضع الجماعة خارج مصر يختلف، لأن هناك مصيرًا غامضًا يربك الجميع، فقطر تعاند ضد الدول الأربع، السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وذلك بعدما قرروا مقاطعة الدولة التي تدعم الإرهاب، وطرد قيادات الإخوان، أما الباقي من قيادات الإخوان الموجودين في تركيا فهناك أيضًا مظاهرات كبرى تجتاح شوارع تركيا، التي من المتوقع أن توقف شرعية أردوغان في أي لحظة.

وفي هذا الصدد يقول ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الحركات المسلحة، إن الإخوان فى مصر حالة خاصة ومتفردة، نظرًا لأن الحاكم الفعلى للتنظيم هو جيل تاريخي من القطبيين والسلفيين، الذين انتشروا فى أروقة الجماعة بدءًا من السبعينيات وحتى اليوم، فيما يطلق عليه "تسلف الإخوان"، ما أدى إلى صراع خطير داخل الجماعة حول الاستراتيجيات مع النظام، وحول من الأحق بالقيادة.

يضيف "فرغلي" أن جماعة الإخوان هى تنظيم قادر على التشكل وعلى التلون فى كل مرة بشكل جديد، نظرًا لأنه يملك ما يعرف باسم "سياسة التجميع"، وهو أنه يحوى بداخله كل الأطياف، وكل الأفكار فى بوتقة واحدة، وفق قاعدة أطلق عليها "القاعدة الذهبية"، وهى "يعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، ونجتمع فيما اتفقنا عليه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
استعدادات الحكومة لـ رمضان 2025.. هل تصوم ارتفاعات الأسعار بالشهر الكريم؟