أيام قليلة تفصلنا عن استقبال شهر رمضان المبارك لعام 2025، وفي ظل الارتفاع الحالي للأسعار، أصبحت الأسر المصرية تفكر بشكل جدي في كيفية مواجهة متطلبات هذا الشهر الفضيل، وقد تزامن مع ذلك، توجهات الدولة المصرية لضمان استقرار الأسعار وتوفير السلع الأساسية للمواطنين، مما يعكس مدى أهمية هذا الموضوع في الوقت الراهن.
توقعات الخبراء حول الأسعار قبل شهر رمضان
توقع الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية، أن يشهد السوق المصري تراجعاً في أسعار بعض السلع الأساسية قبل حلول شهر رمضان.
وأوضح غراب في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن ذلك يعود إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بتأمين أرصدة كافية من السلع الاستراتيجية والضرورية، بالإضافة إلى زيادة الاحتياطيات من هذه السلع في الأسواق لضمان عدم حدوث أي نقص.
الجهود الحكومية لضبط الأسعار
من أبرز الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية تأكيدها على توفر كميات كبيرة من السلع الأساسية في الأسواق، وعلى رأسها السكر والقمح والزيوت.
كما ذكر الدكتور غراب أن الحكومة قد بدأت في تنفيذ خطة لتأمين السلع الاستراتيجية حيث يكفي رصيد السكر لمدة 13.5 شهر، والقمح لمدة 4 أشهر، والزيوت لمدة 6.3 شهر، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لزيادة حجم الاحتياطيات خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يتم شحن أكثر من 2 مليون طن من السلع الاستراتيجية.
معارض "أهلاً رمضان" ودورها في دعم المواطنين
من أبرز الخطط التي تم الإعلان عنها هي إقامة معارض 'أهلاً رمضان' التي تنظمها وزارة التموين اعتباراً من شهر فبراير المقبل.
وتهدف هذه المعارض إلى عرض السلع والمنتجات الأساسية بأسعار مخفضة في كافة المحافظات، بما يسهم في توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين بأسعار تقل عن السوق.
وأضاف غراب أن المعارض ستشمل السلاسل التجارية وأسواق اليوم الواحد والمجمعات الاستهلاكية، مما يعزز قدرة المواطنين على شراء احتياجاتهم دون التأثر بارتفاع الأسعار.
أثر المعارض على الأسواق
أوضح غراب أن المعارض السلعية التي تُقام بالتعاون مع الغرف التجارية تساهم بشكل كبير في خفض الأسعار، حيث من المتوقع أن تصل نسبة
التخفيضات إلى 30%، وهذه المعارض سيكون لها دور في خلق منافسة بين التجار، ما يساهم في ضبط الأسعار ومنع الجشع التجاري.
كما أشار إلى أن الاستقرار النسبي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه سيكون له أثر إيجابي في استقرار أسعار السلع خلال الفترة المقبلة.
الاقتراحات المستقبلية لمزيد من السيطرة على الأسعار
طالب الدكتور غراب بزيادة عدد المعارض والشوادر الخاصة بالسلع المخفضة في مختلف مناطق الجمهورية، على أن تشمل هذه المعارض كافة المراكز والمدن بجانب المحافظات الكبرى، وهذا التوسع سيساهم في ضمان توفر السلع بأسعار مخفضة للجميع، ويزيد من فاعلية الحكومة في السيطرة على الأسعار والحد من استغلال التجار للظروف الاقتصادية.
ويظهر من خلال هذه الإجراءات أن الحكومة المصرية تتبنى خطة شاملة لمواجهة تحديات ارتفاع الأسعار قبل حلول شهر رمضان، ومن خلال تنظيم معارض السلع المخفضة وتوفير كميات كافية من السلع الأساسية، يأمل المسؤولون أن تسهم هذه الجهود في تخفيف العبء عن المواطنين وتوفير احتياجاتهم بأسعار معقولة.
ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوات دور كبير في استقرار السوق المصري خلال الشهر الكريم.