في تحول غير متوقع، تمكنت الصين من خلال شركة ناشئة تُدعى DeepSeek من إحداث ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، متجاوزة العقبات التي وضعتها الولايات المتحدة، فما هي حكاية هذا التطبيق الذي أصبح الأكثر تحميلًا على متاجر التطبيقات في زمن قياسي؟.
الصين من القيود إلى الفرص
مع فرض الولايات المتحدة قيودًا صارمة على تصدير الشرائح المتطورة مثل Nvidia A100 وH100 إلى الصين، كانت التوقعات تشير إلى أزمة كبيرة في الصناعة التكنولوجية الصينية، لكن الصين، بدلاً من الاستسلام، حولت هذه التحديات إلى فرص للإبداع والابتكار.
تصدرت DeepSeek المشهد، حيث ركزت على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تعتمد على شرائح أقل قوة ولكن بكفاءة عالية، بهذه الاستراتيجية، أثبتت الصين قدرتها على الابتكار حتى في أصعب الظروف.
ما هو تطبيق DeepSeek؟
تطبيق DeepSeek هو مشروع ذكاء اصطناعي توليدي كلف تطويره 5.7 مليون دولار فقط، على الرغم من موارده المحدودة مقارنةً بعمالقة مثل OpenAI، إلا أن التطبيق حقق شهرة واسعة وأصبح رقم 1 في التحميل على مستوى العالم.
ويتكون فريق الشركة من 200 موظف فقط، بينما تمتلك OpenAI 4500 موظف. اعتمد DeepSeek نموذج عمل مبتكر يتيح للمستخدمين الوصول المجاني بدون أي اشتراكات شهرية.
التأثير على السوق الأمريكية
وقال المهندس عصام لالا خبير التحول الرقمي، إن الانطلاقة القوية لتطبيق ديب سيك DeepSeek لم يكن مجرد نجاح صيني، بل شكلت صدمة كبيرة لشركات التكنولوجيا الأمريكية، مستشهدًا بفقدان أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية أكثر من تريليون دولار، وانخفضت أسهم Nvidia بنسبة تصل إلى 17%.
ديب سيك
أساليب تدريب مبتكرة بتكاليف منخفضة
وأوضح «عصام» في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أنه من المفاجآت الكبرى كانت التكلفة المنخفضة لتطوير نموذج DeepSeek، حيث استخدمت الشركة 2000 شريحة Nvidia فقط، بدلًا من 16000 شريحة المطلوبة للنماذج المنافسة، مشيرًا إلى أن استخدام نموذج الشركة DeepSeek-R1 كمصدر مفتوح، يتيح للمطورين في جميع أنحاء العالم إمكانية تعديله وتحسينه.
هل يعيد DeepSeek تشكيل سوق الذكاء الاصطناعي؟
وأكد خبير التحول الرقمي، إن النجاح السريع الذي حققه ديب سيك DeepSeek يشير إلى تحول جذري في سوق الذكاء الاصطناعي، في ظل الهيمنة الأمريكية التي تتصدر المنافسة، منوها إلى أن الصين أثبتت أن الابتكار لا يتطلب موارد ضخمة، بل يحتاج إلى رؤية استراتيجية وشجاعة لمواجهة التحديات، متابعا أن النموذج يمثل فرصة جديدة للمنافسة المفتوحة، ويعيد تشكيل مستقبل التكنولوجيا ليصبح أكثر شمولية وأقل هيمنة من القوى الكبرى.
من جانبه قال الدكتور أحمد الدسوقي خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل DeepSeek، واحدة من أبرز الابتكارات في عصر التكنولوجيا الحديث، ومع ذلك، فإن هذا النجاح يأتي مصحوبًا بمجموعة من التحديات التي قد تؤثر على نمو هذه التطبيقات واستدامتها.
وأضاف «الدسوقي»، لـ'أهل مصر' أن ديب سيك DeepSeek ضغطًا كبيرًا من الشركات الكبرى مثل OpenAI وGoogle وMicrosoft، منوها إلى أن هذه الشركات تتمتع بموارد ضخمة وتكنولوجيا متطورة، مما يجعل الابتكار المستمر ضرورة حتمية لـ DeepSeek للبقاء في المنافسة، مطالبًا الشركة بتطوير ميزات جديدة وجذابة لتلبية احتياجات المستخدمين والتفوق على المنافسين.
ديب سيك
وأكد «الدسوقي»، أن أبرز تحديات التي تواجه ديب سيك تعتبر القيود القانونية والتنظيمية من التحديات الأخرى التي قد تعترض طريق DeepSeek، فمع تزايد المخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات، يتعين على الشركة التكيف مع المتطلبات القانونية في مختلف الدول عدم الامتثال لهذه القوانين يمكن أن يؤدي إلى تبعات قانونية خطيرة.
وشدد «الدسوقي»، على أنه رغم النجاح الأولي الذي حققته DeepSeek، فإن تأمين تمويل مستدام يعد أمرًا حاسمًا لدعم عمليات البحث والتطوير والتوسع، إذ تحتاج الشركات الناشئة إلى استراتيجيات فعالة لجذب المستثمرين وضمان الاستمرارية في النمو بالإضافة إلى أن الجانب الأخلاقي لأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دائما تثير قضايا أخلاقية هامة، تتعلق بالتحيز والانحياز في البيانات وتأثيراتها المحتملة على المجتمع. حيث يتعين على ديب سيك DeepSeek معالجة هذه القضايا بشكل جاد لضمان استخدام مسؤول وأخلاقي لتقنياتها.
أبرز مزايا ديب سيك DeepSeek
نجاح ديب سيك DeepSeek ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لمجموعة من المزايا الفريدة التي تتلخص في التالي:
1. مجانية الاستخدام: لا يفرض التطبيق أي رسوم اشتراك، مما يجعله جذابًا للمستخدمين.
2. دعم التفكير العميق: يوفر أدوات متقدمة تعزز من مهارات التحليل والتفكير.
3. السرعة الفائقة: يتميز التطبيق بقدرته على معالجة البيانات بسرعة مذهلة.
4. دعم لغات متعددة: بما في ذلك اللغة العربية، مما وسع قاعدة مستخدميه.
5. دقة النتائج: يقدم مخرجات دقيقة تتفوق على العديد من المنافسين.
6. حرية الاستخدام: يتيح التطبيق للمستخدمين الاعتماد عليه دون أي قيود.