أثارت منصة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek حالة من الجدل بين مستخدمي المنصات الذكية وخاصة المنصة الأوسع انتشاراً ChatGPT، وذلك بعدما قدمت شركة High Flyer الصينية نموذجها الأحدث DeepSeek R1، الذي يتيح للمستخدمين قدرات فائقة تضاهي نموذج OpenAI الأحدث o1، بشكل مجاني.
وأثارت المنصة الصينية إعجاب العديد من المستخدمين؛ إذ أنها تتيح خدماتها مجاناً حالياً، بينما في المقابل تصل رسوم الاشتراك في ChatGPT إلى 200 دولار شهرياً، وتحديداً مع باقة ChatGPT Pro.
كيف تستخدم DeepSeek؟
تتوفر المنصة الصينية الذكية في صورة موقع ويب يمكن استخدامه من خلال الحواسيب المكتبية أو الشخصية، وكذلك كتطبيق للهواتف الذكية متوافق للعمل على نظامَي تشغيل أندرويد وiOS.ومن خلال موقع الويب، يمكن استخدام المنصة دون الحاجة إلى إنشاء حساب شخصي، بينما يتوجب على المستخدم عبر تطبيق الهواتف الذكية إنشاء حساب خاص به.
وتتيح المنصة الجديدة واجهة استخدام بسيطة يسهل التفاعل معها، وفهم أدوات التحكم بها.
عند فتح تطبيق المنصة على الهواتف الذكية، ستظهر أمام المستخدم واجهة تتشابه مع تلك التي يقدمها ChatGPT، حيث يتواجد مستطيل بيضاوي الجوانب للكتابة، وأسفله تظهر علامة زائد، التي بالضغط عليها سيتمكن المستخدم من إضافة مستندات بحيث يمكنه طرح تساؤلات بشأنها، مثل المستندات النصية، وكذلك الصور المخزنة على الهاتف، أو الصور التي يمكن للمستخدم التقاطها بشكل مباشر عبر الكاميرا.
إلا أن المهام التي يمكن إنجازها من خلال تلك الميزة تقتصر حالياً على نسخ النصوص المتواجدة داخل الصور، إذ لا توجد إمكانية لطرح تساؤلات واستفسارات بشأن المحتوى البصري للصور. وذلك على عكس ما تتيحه العديد من المنصات الذكية مثل ChatGPT و'جيميناي' وغيرها.
كذلك، تتوفر ميزة البحث على الإنترنت مباشرة من داخل المنصة الذكية، وذلك تحت مسمى Search، إذ تتمكن منصة DeepSeek من البحث على الويب للوصول إلى المعلومة التي يبحث عنها المستخدم أو للإجابة على استفساراته، مع عرض المصادر التي تم جمع معلومات الإجابة منها.
وتتشابه طريقة منصة DeepSeek في عرض مصادر المعلومات مع أسلوب ChatGPT، حيث تظهر تلك المصادر في هيئة قائمة طولية في الجانب الأيمن من الشاشة على الويب.
إلى جانب ذلك، تقدم المنصة ميزة تعرف باسم DeepThink (التفكير العميق)، التي تسمح للمنصة بعرض طريقة تفكير نموذجها الذكي R1 عند تحليل وإدراك السؤال الذي يطرحه المستخدم قبل تقديم إجابة عليه بشكل واضح ومفصل.
هذه الميزة تضفي لمسة من التشويق على عملية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي، حيث تحاول المنصة الصينية إضافة بعض الإبهار في طريقة عرض تفكير النموذج أمام المستخدم. فعلى سبيل المثال، يستخدم النموذج أحياناً طريقة صياغة عملية التفكير وكأن النموذج يحاكي الطابع البشري ونظرته إلى المعطيات البيانية المتاحة له، حيث 'يفكر'، ثم 'يتوقف'، ويتدارك الأمر ليعيد التفكير مرة أخرى، وكل ذلك يتم التعبير عنه بشكل نصي.
وبذلك يحصل المستخدم على تجربة أكثر تفاعلية، بدلاً من حصوله على إجابات لاستفساراته بشكل مباشر كما هو الحال مع المنصات الأخرى.