في الوقت الذي تطرق فيه تقرير الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر، تقوم امريكا بسحل مواطنيها خلال المظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت ولاية ميسوري الأمريكية منذ يومين بعد قرار قاض المحكمة الجنائية ببراءة ضابط شرطة أبيض من تهمة قتل رجل أسود بعد ظهر يوم السبت.
وكان الكونجرس الأمريكي قد خفض المعونة للعام المقبل بمقدار 300 مليون دولار والاقتصادية بمقدار 37 مليون دولار، بزعم انتهاك حقوق الانسان بعد أن أغلقت مصر منظمات المجتمع المدني التي تشكل خطراً علي أمنها القومي بعد ثبوت انها علي علاقة بجماعات إرهابية.وقالت صحيفة الميدل إيست آي أن تقرير الخارجية الأمريكية الذي اتهم مصر بأنها تنتهك حقوق الإنسان جاء مليء بالمغالطات وبعيدًا عن الواقع كما أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها الحق فى إصدار تقارير تدين دول وتتعدى على سيادة دول وهي أكبر منتهكي حقوق الإنسان.
ورصدت الصحيفة انتهاكات تمييز عنصرى داخل المجتمع الأمريكى، حيث يوجود ما يقرب من نحو 2.5 مليون مكسيكى يعملون داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة ولاية كاليفورنيا، يتقاضى الفرد منهم خمسة دولار فى اليوم وهو أقل من المقرر فى القانون الأمريكى الذى يشترط أن يكون الحد الأدنى 8 دولار فى الساعة.وأشار التقرير إلى وجود مناطق وخاصة فى لوس أنجلوس لا يسكنها سوى البيض ويحظر سكن السود، ومن خلال ما يفرضه السكان البيض من مبالغ باهظة على السود للحصول على سكن؛ مما يؤدي إلى هجرة السود من السكن فى هذه الأماكن.
كما تقوم الشرطة الأمريكية فى بعض الولايات، بالتمييز فى التعامل بين البيض والسود، مشيرًا إلى واقعة مشهورة يتكلم عنها الإعلام الأمريكي منذ أربعة أشهر، حيث وقعت مشادة وخلاف بين مواطنين أمريكيين أحدهما أبيض والآخر أسود وحين حضر الأمن تم إخلاء سبيل الرجل الأبيض بينما تم التحفظ على الرجل الأسود بعد إخراجه من سيارته، وتمت إهانته وضربه، حين كان الرجل الأسود يصطحب فى سيارته كلبه الذى ما أن رأى الكلب إهانة صاحبه من رجل الأمن.وكان الرجل يصطحب كلبه الذي قفز من السيارة متشبسًا بملابس الشرطي، فما كان من الشرطي إلا أن أطلق رصاصة على الكلب فقتله فقامت الدنيا ولم تقعد؛ لأن احترام الحيوان فى أمريكا أكثر أهمية من احترام الإنسان، فكانت تلك الواقعة شاهدة علي التعامل مع السود بصورة عنصرية داخل المجتمع الأمريكى الذى يتشدق بحقوق الإنسان.
كتب : سها صلاح