بالرغم من المفاجآت العديدة فجرتها «أهل مصر» في عددها الصادر في الخامس عشر من فبراير الماضي، حول تهرب شركة «NLS سوبر فيجن» العاملة في مجال صناعة الأسمنت، من دفع ضرائب تقدر بنحو نصف مليار جنيه، من خلال التحايل على مسئولي وزارة المالية، والتي تهربت لنحو أكثر من 10 سنوات ضريبيا، إلا أن الأوضاع داخل وزارة المالية لم تهدأ حتى كتابة تلك السطور، وسط مناورات من الشركة للتصفية أعمالها والهروب خارج مصر لعد دفع الضرائب المستحقة عليها.
التحايل الضريبي
ووفقاً للمستندات التي تم نشرتها «أهل مصر»، والتي أظهرت تهرب شركة « NLS سوبر فيجن»، وهى إحدى الشركات الكبرى التي تعمل في صناعة الأسمنت، من دفع ضرائب تقدر بنحو 500 مليون جنيه، منذ عام 2007، من خلال التحايل على مسئولي مصلحة الضرائب بشأن نشاط الشركة باعتبارها تقدم خدمات الصيانة والتشغيل للشركة العربية للأسمنت، بعكس الواقع الذي تم اكتشافه بتحقيق الشركة إيرادات عن بيع منتجات تامة الصنع خاضعة للضريبة، وليست منتج وسيط لصالح الشركة العربية للاسمنت كما تم إثباته بأوراق الشركة.
السكوت على الممنوع
على الرغم من كشف مصلحة الضرائب من حقيقة تلك الأرقام تهرب الشركة من الضرائب، إلا أن قطاع الشئون التنفيذية بالقيمة المضافة برئاسة مصطفي الحوام، لم يحرك ساكنا حتى الآن، وهو ما يثير الشبهات حول عدم إتمام المهمة المخولة لها من قبل مصلحة الضرائب، من أجل الحصول على الموافقات النهائية لإعادة الفحص مجددا، وما يترتب على ذلك من ضياع حصيلة الضرائب المستحقة على الشركة لصالح الخزانة العامة والبالغة 500 مليون جنيه.
المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أكدت لـ«أهل مصر» أن عماد سامي، رئيس مصلحة الضرائب قام بتحويل الأمر لقطاع الشئون التنفيذية، مع أخذ الموافقات الابتدائية على إعادة الفحص، منذ شهر تقريبا، بعدما تم الكشف عن تلك الفضيحة والكارثة الكبري.
المفاجأة الأكبر
الكارثة الأهم تمثلت فيما كشفته المصادر الخاصة لـ«أهل مصر» عن قيام شركة « NLS سوبر فيجن» بتصفية أعمالها في مصر خلال الفترة القصيرة الماضية، للتهرب من دفع الضرائب المستحقة على الدولة، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام بشات إصرار قطاع الشئون التنفيذية بقطاع القيمة المضافة بمصلحة الضرائب على استمرار الوضع على ما هو عليه، وعدم اتخاذ الإجراءات الخاصة بالحفاظ على حقوق الدولة، وهو ما تضعه «أهل مصر» أمام الجهات الرقابية، وفى مقدمتها هيئة الرقابة الإدارية، خاصة في ظل المحاولات الواضحة من مساعدة الشركة على للتهرب من دفع للضرائب سابقا على مدار العشر سنوات الماضية، وإثبات عدم خضوعها ضريباً.
علامات استفهام
أضافت المصادر أن كبار الممولين بمصلحة الضرائب، طالبوا أكثر من مرة على مدار الشهر الجاري قطاع الشئون التنفيذية بإنهاء تلك المشكلة، إلا أنها تماطل بشدة من أجل عدم إنهاء القضية.
تفاصيل التهرب
تجدر الإشارة أن المستندات أظهرت بأن الشركة المسجلة تحت رقم 264/672/615، بالمعادي الجديدة، ومملوكة بالكامل لمجموعة FL Smidth، كانت تخضع لمأمورية ضرائب مصر القديمة، وتم نقلها مؤخرا إلي المركز الضريبي لكبار الممولين، بموجب القرار الوزاري، رقم 52 لسنة 2017، وبدأت الشركة نشاطها في 3/12/2007، تم فحصها ضريبيا خلال الفترة من عامي 2007 وحتى عام 2016 لنحو 4 مرات، دون احتساب أيه ضرائب على الشركة، في حين أن عقود الشركة التي تم توقيعها من كل من الشركة القومية للأسمنت والعربية للأسمنت، أظهرت أن شركة « NLS سوبر فيجن » تختص بأعمال الصيانة والتشغيل والضمان وتوريد وتركيب قطع الغيار، واستيرادها، من خلال شركة مستوردة بالعمولة، إلا أنه تم الكشف عن كارثة كبري، وهي استغلال تعاقدها مع الشركات القومية والعربية للأسمنت، في استغلال محاجرها من التشغيل وحتى الإنتاج النهائي، وهو ما يستوجب إخضاع إيراداتها للضرائب.
نقلا عن العدد الورقي.