اعلان

في رحاب شيخ العرب.. سودانيات يبدعن في نقش الحنة "صور"

سودانيات يبدعن في نقش الحنة

على بعد أمتار قليلة من ساحة مسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا - تزامنًا مع الاحتفال بمولده - وتحديدًا بشارع السكة الحديد، تجلس سيدتان على رصيف يتوسط الشارع، وبجوارهما حقائب سوداء وزجاجات صغيرة، وبابتسامة رقيقة تزين بشرتهما السمراء، وأيدٍ يملؤها اللون الأسود، الذي يغطي بشرتهما الداكنة، تستقبلان الفتيات الصغيرات اللاتي تجمعن حولهما قبل الكبار، يتناقلن بين أيديهن ألبوم صور لنقوش مختلفة غاية في الروعة والجمال، وتختار كل فتاة الرسمة التي تريد نقشها على يديها، ثم تطلب من إحدى السيدتين تنفيذها، في مشهد لم نعهده في الموالد سوى في المغرب؛ لذا اقتربت من السيدتين؛ لأعرف قصتهما مع المولد.

"الرزق يحب الخفية".. بهذا المثل بدأت سلوى جمعة حديثها لكاميرا "أهل مصر"، مضيفة: أنا من السودان، وأول مرة آجي مولد سيدي أحمد البدوي، ليس للاستماع لمدح الشيوخ فقط، بل لأكل العيش، وهنخلص هنا، ونروح مولد سيدي إبراهيم الدسوقي. مشيرة إلى أنها انتهت من موسم الصيف بالإسكندرية؛ لتبدأ رحلتها مع المولد.

وأكدت جمعة أنها تتابع الصحف والجرائد؛ لتعرف مواعيد المناسبات في كل أنحاء الجمهورية، معللة ذلك بارتباط تجمع الناس بالمناسبات، مضيفة أنها تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الأعمار على رسم الحنة، خاصة الفتيات، منذ أن وصلت للمولد.

وأوضحت أن رسم الحنة موهبة تميز بها السودانيون، فامتهنوها لكسب الرزق، ولا توجد أي دولة تنافسهم في هذا المجال، حتى الهنود وإن كانوا يشتهرون بها، إلا أنهم لا يعتمدون إلا على الحنة الحمراء، التي ليس عليها إقبال سوى عند الخليجيين.

وأضافت جمعة أنها تصطحب كتالوج به العديد من صور الحنة، التي تحصل عليها من مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثها كل ساعة تقريبا بفضل التكنولوجيا الحديثة، مشيرة إلى أن لكل رسمة سعرًا، حيث تبدأ أسعارها من (10 - 40) جنيهًا، وذلك وفقا لاختيار ورغبة الزبون.

وقالت حياة إبراهيم: أنا من غرب السودان، وأول مرة آجي مولد سيدي أحمد البدوي، لكن مش هسيبوا تاني؛ لأننا شعرنا بالأمان هنا، ومعاملة الشرطة والناس معانا حلوة، وما فيش حد بيضايقنا".

وتابعت أنها لم تأتِ للمولد بصحبة صديقاتها السودانيات، بل كل واحدة تأتي بمفردها، ثم يتجمعن في مكان معين، ويتابعن عملهن.

وبسؤالها عن دقتها في رسم الحنة رغم عدم رؤيتها للرسم بالكتالوج، قالت: مش ضروري أشوف الرسمة وأقلدها. أنا باشوف الزبون عايز إيه وأعمله؛ لأن الموضوع موهبة في الأول والآخر".

وأضافت إبراهيم أن الرسمة تظل ربع ساعة تقريبا، ثم يتم تقشيرها، وأنها تبقى على اليدين فترة تتراوح بين (10 - 14) يومًا، مشيرة إلى أن المواد التي يجهزن بها الحنة غير ضارة، وليس لها أي أعراض جانبية، حيث إنها تستخدم حنة مستوردة إما من الصين وإما من الهند، ولا تضيف عليها سوى المياه، ثم تقوم بتعبئتها في القرطاس، الذي تستخدمه في الرسم .

واختتمت سلوى وحياة حديثهما لـ"أهل مصر" بقولهما: إن شاء الله هندخل ونحضر المولد يوم الخميس، الليلة الكبيرة، ولو كان فيه طريقة كنا جبنا العيال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً