قسد تتفاوض مع دمشق تحت النار وسط وساطة أمريكية

اكراد سوريا.jpg
اكراد سوريا.jpg

تتصدر قضية مستقبل قوات سوريا الديمقراطية أجندة المفاوضات الإقليمية والدولية، حيث تتقاطع المصالح الأمريكية والتركية بشكل حاد حول هذا الملف الحساس . بينما تعتبر الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية شريكًا أساسيًا في مكافحة الإرهاب، تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية، مما يعقد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي في سوريا . ويتعلق مصير سوريا بشكل كبير بقدرة الأطراف الدولية والإقليمية على التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل قوات سوريا الديمقراطية، حيث يمثل أي تصعيد في هذا الملف تهديدًا للاستقرار في المنطقة . "أعقب سقوط النظام السوري مباشرة، تصاعدت المطالب الشعبية في الرقة بإخراج قوات سوريا الديمقراطية وتسليم السلطة إلى إدارة العمليات.

أفادت ستة مصادر مطلعة على سير المفاوضات بأن دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسوريا إلى جانب ممثلين عن "قسد" أظهروا مرونة وصبرًا أكبر بكثير مما تشير إليه التصريحات الرسمية. تتضمن الخطوط العريضة المحتملة للاتفاق مغادرة بعض المقاتلين الأكراد للمنطقة المتنازع عليها، مع إمكانية دمج آخرين في القوات الحكومية السورية تحت إشراف وزارة الدفاع. ولكن على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي، حيث تختلف الأطراف المعنية حول العديد من القضايا التفصيلية.

لكن مروان الفندي الباحث في الشؤون السورية له رأى آخر ويقول إن المفاوضات التي تجري حاليا بين الادارة السورية الجديدة وبين قسد لن تفضي لنتائج تغلق الملف المتفجر بين الطرفين، ويضيف الفندي أن الطرف التركي في المفاوضات، وهو الطرف الأقوى على الأرض، بحكم أنه يملك توجيه الطرف السوري الممثل لدمشق نفسه، لن يوافق بأقل من التفكيك الكامل لقوات قسد ، ويبدو من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كرر الحديث عن دفن قوات قسد أن صبر تركيا نفذ من الوجود الكري المسلح على الحدود الجنوبية لتركيا، وفي نفس الوقت فإن الطرف الأمريكي لا يرغب ولا يملك حتى القدرة على معارضة اتجاه الطرف التركي، بالنظر إلى أن القوات الامريكية الموجودة في شمال شرق سوريا لن تغامر بالدخول في مواجهة مباشرة مع ميلشيات موالية للإدارة الجديدة في دمشق إذا اندلع القتال بين القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية التي تتبع أحمد الشرع وبين قوات قسد .

وفي نفس الوقت يشير الفندي إلى أن الحرب دائرة بالفعل في أكثر من منطقة في شمال شرق سوريا بين القوات التابعة لقسد وبين القوات التي تنطوي تحت لافتة الجيش السوري الحر، وهى قوات تحظى بدعم مباشر من تركيا سواء على مستوى التسليح والتدريب وحتى على مستوى الدعم الاستخباراتي وتبادل المعلومات، وفي نفس الوقت فإن الحاضنة الشعبية في المناطق التي تسيطر قسد عليها تظهر معارضة كبيرة لاستمرار قوات قسد في هذه المناطق، خاصة وأن هذه المناطق يغلب على التركيبة السكانية لبعضها غلبة العنصر العربي وليس الكردي، وهو ما يغذي المظاهرات التي تتصاعد في هذه المناطق للمطالبة بخروج قسد من المدن التي لا تتبع المكون الكردي .

WhatsApp
Telegram