تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد الفنانين الذين صنع إرثًا ضخمًا في عالم الفن، وصحاب الأعمال الخالدة التي لا تزال محفوظة في قلوب الجماهير، أنه الفنان الراحل عبد الوارث عسر.
ميلاد الفنان عبد الوارث عسر
وُلد الفنان عبد الوارث محمد علي عسر، في يوم 15 سبتمبر عام 1894، في حي الجمالية بمنطقة الدرب الأحمر، حيث تعلم تجويد القرآن منذ الصغر حصل على البكالوريا من مدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، والتحق بكلية الحقوق، لكنه عمل في وزارة المالية بعد وفاة والده، لكي يرعى أخواته.
وعندما بلغ سن الأربعين، اشتد ولعه بالفن فينصرف عنها ويتجه للمسرح ويلتحق بفرقة جورج أبيض عام 1912، ليقرر الاستقالة من وزارة المالية منها، لكي يتفرغ للعمل في مجال التمثيل.
حياة عبد الوارث مع الفن
كان أول فيلم له بعنوان 'يحيا الحب' مع الفنان عبد الوهاب، والذي كان تصويره في فرنسا، لتبدأ من هنا علاقة صداقة قوية تجمعه مع عبد الوهاب، حيث كتب له العديد من السيناريوهات لأفلامه.
بدأت شهرته مع كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم، عندما قدم معها كتابة وتمثيل فيلمي سلامة، وعايدة.
وقدّم عبد الوارث العديد من الأعمال الفنية، التي تم اختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية عام 1996، منها فيلم النائب العام، رصاصة في القلب، لك يوم يا ظالم، غزل البنات، صراع في الوادي.
وشارك الفنان الراحل مع نجوم الكميديا في العديد من الافلام منهم الفنان إسماعيل يس، فؤاد المهندس، كما شارك في بعد صناعة الافلام مع بعض النجوم مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وفريد الاطرش والكثير من النجوم وصولاً الى الفنان القدير عادل امام، ليصبح حكيم السينما وشيخها الوقور.
تميز عبد الوارث عسر، بملامح تحض على الوقار والاحترام، فإذا ما تصدى لواحدة من هذه الشخصيات بدا الأمر هينا لأنه يضفى عليها بما يملكه ويجعلها تمر بسلام.
ولكن عندما تلقى به ظروفه ليتصدى لشخصية لا تتناسب مع هذه الطلة التي تشف طيبة وتواضعاً فإن الأمر يستوجب التوقف لنرى النتيجة، جاء ذلك من خلال 'حسبو' في فيلم 'شباب امرأة' عام 1956، أمام تحية كاريوكا وشكري سرحان، وجسد دور رجل سكير يهيم حبا في 'شفاعات' التي سلبته شبابه وإرادته.
يعتبر فيلم لا عزاء للسيدات، هو آخر أعمال الفنان عبد الوارث عسر عام 1979، وأيضًا مسلسل أحلام الفتى الطائر مع الزعيم عادل إمام، هو آخر عمل له قبل رحيله.
وفاة حكيم السينما
توفي الفنان عبد الوارث عسر، بعد وفاة زوجته بسنتين، لإن لم يتحمل فراقها، حيث كان يحبها ومرتبطًا بها لدرجة كبيرة، ودخل في غيبوبة بعدها، وظل فترات طويلة في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، ليرحل عن عالمنا شيخ السينما الوقور، يوم 22 إبريل عام 1982، عن عمر يناهز 87 عامًا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
