في أحد أحياء مدينة القاهرة، حيث يختلط الضجيج بالهدوء، تجسّدت مأساة إنسانية تروي قصة سيدة تونسية وجثة زوجها، طبيب مصري على المعاش، الأمر بدأ بعد أن لفظ 'محمد م. ع' أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز السبعين، لتبدأ رحلة من الخوف والعزلة.
تونسية أخفت جثة زوجها في 15 مايو
'مناء بنت محمد'، زوجته التي غادرت بلدها بحثًا عن حياة أفضل، وجدت نفسها عالقة في موقف يثير الرعب، بعد وفاة زوجها، أدركت أنها لم تسجل زواجها بطريقة قانونية، وأن وجودها في مصر كان غير شرعي، كانت خائفة من المساءلة القانونية، فاختارت أن تخفي الجثة في شقتهما المستأجرة، مستخدمة كمية كبيرة من الملح للحفاظ عليها.رائحة كريهة كشفت المستور
استمر الأمر شهرًا كاملًا حتى بدأ العفن يتنشر في الهواء، وتنبه الجيران إلى رائحة كريهة تنبعث من الشقة.
أحد الجيران، عماد ر، كان أول من لاحظ الأمر، حيث سأله كيف يعيش مع تلك السيدة برد فعل هادئ رغم عدم رؤيته لشجار أو قتال، لكنه لم يستطع تجاهل الروائح الغريبة التي كانت تفوح من المكان.
رسالة غامضة تركتها التونسية
وبينما كان الجيران يحاولون فهم ما يجري، تركت مناء رسالة لصاحب الشقة، تحمل تفاصيل مأساة لم يتوقعها أحد، وشرحت في رسالتها، أن زوجها توفي قبل شهر وأنها لم تتمكن من التواصل مع أهله، مبرّرة تصرفاتها بعدم وجود خيارات أخرى بسبب وضعها غير القانوني.
حين اكتشف رجال الشرطة الأمر، كان الأمر قد خرج عن السيطرة، وبحسب التحقيقات، لم يكن هناك أي دليل على الزواج الرسمي بين مناء ومحمد، مما زاد من تعقيد الوضع، بينما تم اكتشاف الجثة المغطاة بالملح بعد شهر كامل من الوفاة، ذُكر أنه لم يُظهر أي علامات على الشجار بين الزوجين.