في قلب القاهرة، حيث تلتقي الأزقة الضيقة بتجارب إنسانية قاسية، تبرز قصة فتاة كانت بمجرد ضحية لجريمة بشعة، لتحول معاناتها إلى رمز للقوة والنضال.
تروي هذه الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً، حكايته مع خطيبها السابق، الذي استغل حبها وثقتها به، ليمتطي ظهر الضعف ويستغل مشاعرها.
بعد خمس سنوات من الخطوبة، تلقت اتصالاً هاتفياً مفاجئاً من الشاب الذي اعتقدت أنه يشتكي فقط من تعب والدته، 'إلحقيني أمي بتموت'، كانت تلك الجملة المأساوية التي جعلتها تتوجه مسرعة إلى شقته، حيث كانت تنوي تقديم العون.
حكاية فتاة انتصرت على قسوة خطيبها
لكن ما حدث في تلك الشقة كان عكس ما كانت تؤمله، بمجرد دخولها، قذف بها إلى واقع مرير، إذ أغلق عليها الباب، ثم شهر سلاحاً أبيض ليجبي توقيعاً قاسياً على جسدها وروحها.لم تستطع الفتاة مقاومة العنف الذي تعرضت له، واستباحت كرامتها في لحظات صعبة طغى فيها الظلم.
بعدما أُخضعت للإغتصاب، عادت إلى منزلها ولكن الخوف كان يراودها، فالتهديدات التي أطلقها الشاب بإيذاء عائلتها كانت حاضرة في كل لحظة.
ومع مرور الوقت، اكتشفت أنها ليست فقط ضحية لمأساتها السابقة، بل أصبحت ضحية لابتزاز مستمر، حيث حاولت الاعتداء على شرفها مرة أخرى من خلال استخدام مقاطع الفيديو والصور التي التقطها لها في تلك اللحظات البائسة.
تهديدات وقيود على الفتاة
ورغم الألم، استطاعت الفتاة أن تتشبث بالأمل، عند فقد والدتها، وجدت عزيمتها تتصاعد، قررت أن تتحرر من قيود الخوف، رغم التهديدات المتكررة التي كان يستخدمها لفرض سيطرته عليها.
ولفت انتباه أسرتها إلى ما كانت تعانيه، مُعلنةً أمامهم قرارًا صارمًا بإنهاء هذا العبث.
ولم تظل القوى الظالمات دون عقاب، إذ في نهاية عام 2023، أحالت الفتاة بلاغها إلى السلطات، التي كانت بداية النهاية لهذا الابتزاز، وبعد مساعٍ لم تُكلل بالنجاح مرتين، حصلت في النهاية على حقها عندما أعيد فتح التحقيق. أثبتت الأدلة بمجهود المحامي الذي تبنى قضيتها، لتبدأ رحلتها نحو العدالة، أمام محكمة جنايات الجيزة، جرت معاقبة الشاب بالسجن المشدد ثلاث سنوات.