في ليلة حالكة، خيّم الظلام على مركز المراغة في سوهاج بينما كان المعلم خلف عبد المجيد، 44 عامًا، يستعد للعودة إلى منزله بعد يوم طويل من التدريس، كان يُعرف «خلف» بحبه للتعليم ورغبته في إعادة الأمل إلى طلابه، لم يكن يدري أن تلك الرحلة ستنتهي بكارثة مؤلمة.
العثور على جثة المُعلم «خلف»
عند العثور على جثته داخل سيارته، أثار خبر مقتله صدمة في الأوساط التعليمية ومشاعر الحزن بين زملائه وطلابه، فالمدرس الذي كان يمثل رمزاً للأخلاق والعطاء، وُجد مقتولاً برصاصات غادرة، في جريمة حطمت قلوب الكثيرين.التحقيقات كشفت أن خلف كان ضحية لجريمة سرقة مروعة، إذ اتصل به مقاول من مركز جهينة، مُخادعًا إياه بعرض وهمي للحصول على مبلغ مالي يتعلق بقطعة أرض. بينما كان خلف يسير مع الجاني، طلب منه التوقف على جانب الطريق ليقوم بإخراج سلاح ناري ويطلق النار عليه دون تردد.
رصاصة أنهت حياة المدرس
تلك الرصاصة التي أنهت حياته كانت نتيجة جشع غير مبرر، لتسرق أحلامه وتترك عائلته في حالة من الألم والفراغ.
تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهم، وكشفت تفاصيل الجريمة المروعة، عُثر على سلاح الجريمة والمبلغ الذي سُرق من خلف، مما أثار غضب الآباء والأساتذة الذين وجدوا في هذه الحادثة تجسيدًا لانحدار القيم في المجتمع.
«خلف» لم يكن مجرد مدرس؛ بل كان شخصية محبوبة تترك أثرًا في قلوب طلابه، ويدًا حانية تمد العون لكل محتاج، بعد مقتله، اجتمع أهالي القرية لتكريم ذكراه، حيث أقيمت صلاة الغائب، وتحدث الجميع عن الروح الإيجابية التي زرعها في نفوس من حوله.