اعلان

"مازلت في المستشفي والأوضاع تقارب على الانهيار".. رسالة الصحفي محمد أبو الغيط الأخيرة قبل وفاته اليوم

أنا قادم أيها الضوء.. ميلاد كتاب جديد لكاتب لن يرى النور مجدداً

كتاب محمد ابو الغيط
كتاب محمد ابو الغيط
كتب : سها صلاح

'أعرف انى مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لاتري على شاطئ ذلك الكون الفسيح، لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقى الذرات على الأقل'.. كانت تلك الكلمات الأخيرة للكاتب والطبيب محمد أبو الغيط في كتابه الأخيرة 'أنا قادم أيها الضوء'، قبل أن يرحل عن عالمنا فجر اليوم الإثنين، بعد يومين من دخوله في غيبوبة نتيجة إصابته بمرض السرطان.

محمد أبو الغيط

من هو الكاتب محمد أبو الغيط؟

كان أبو الغيط، صحفي في التلفزيون العربي في لندن منذ تأسيسه، ويعمل معداً رئيسياً لبرامجه، إلى جانب كتابته مقالاً أسبوعيا في صحيفة العربي الجديد لسنوات، قد أعلن مطلع شهر أغسطس 2021، عبر تدوينة على 'فيسبوك' إصابته بسرطان في المعدة، كاشفاً أن الورم انتشر إلى عقد لمفاوية في أماكن أخرى من جسده.

وقد وثّق أبو الغيط رحلته القاسية مع السرطان عبر تدوينات طويلة ومفصلة على 'فيسبوك'، لتعلن فجر اليوم زوجته إسراء شهاب وفاته في لندن، حيث يقطن مع زوجته وطفله.

بدأ أبو الغيط عمله الصحفي في مصر في مؤسسات مختلفة أبرزها تلفزيون 'أون' وجريدة 'الشروق'، ثمّ عمل في قناة 'الحرة' الأميركية، لينتقل إلى التلفزيون 'العربي'، إلى جانب عمله مع شبكة 'أريج' للصحافة الاستقصائية، علماً أن مسيرته المهنية بدأت عام 2012 كطبيب في مستشفى إمبابة العام في القاهرة.

جوائز محمد أبو الغيط نتيجة عمله الاستقصائي:

جائزة 'مصطفى الحسيني' عام 2013 عن فئة المقال الصحافي للصحافيين الشبان العرب، عن مقاله 'وكأن شيئًا لم يكن' المنشور في 'المصري اليوم'.

عام 2014، جائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في بيروت عن مقاله 'موسم الموتى الأحياء' المنشور في 'بوابة الشروق'.

عام 2019، الميدالية الذهبية في جائزة ريكاردو أورتيغا للصحافة المرئية والمسموعة المرتبطة بالأمم المتحدة عن تحقيقه المتلفز العابر للحدود: 'المستخدم الأخير'، الذي كشف فيه كيف انتهكت عشر دول غربية عقودا ثنائية لبيع أسلحة وخرقت قوانين دولية ذات صلة، ما أدّى إلى وصول أسلحة مقيّدة تعاقديا إلى أطراف الصراع في اليمن.

عام 2020، جائزة فستوف الأولى عن فئة المساهمة في صناعة السلام، مع الصحافيين نيك دونوفان وريتشار كنت، عن تحقيقهم عن التمويل السري لـ'قوات الدعم السريع' السودانية (مؤلفة من مليشيات الجنجويد).

عام 2021، جائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، عن تحقيقاته حول قضايا اليمن وسورية.

وقد ساهم أبو الغيط خلال مسيرته بتحقيقات استقصائية جماعية عدة، أبرزها التحقيق مع مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد مع 163 صحافيا حول العالم لجمع وتعريب وتحرير ونشر التسريبات السويسرية Swiss Leaks التي كشفت تفاصيل الحسابات الخارجية لشخصيات بارزة، بينهم رؤساء وملوك حول العالم.

كتاب أنا قادم أيها الضوء

وجاء رحيل أبو الغيط قبل أيام قليلة من صدور كتابه 'أنا قادم أيها الضوء'، الذي يروي فيه تجربته مع المرض وتفاصيل إنسانية كثيرة أخرى. وقد كتب أبو الغيط عن الكتاب 'وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا، ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ (الطب البديل) إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة.

لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا. ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً