شركات السيارات الأمريكية تستميت للبقاء في السوق الصينية

يقف صنّاع السيارات الصينيون سدّاً منيعاً بوجه مبيعات السيارات الأميركية في الصين، بما يفرض على كل من 'جنرال موتورز' و 'فورد' وغيرها اتخاذ خطوات سريعة وقرارات قد تكون 'المصيرية' في السوق الصيني، لتجنب الخروج من السباق بوقت مبكر.

العلامات التجارية الأمريكية للسيارات تخسر مكانتها بالصين

وبخلاف تيسلا، خسرت العلامات التجارية الشهيرة للسيارات في الولايات المتحدة مكانتها الرئيسية في الصين العام الماضي، والتي تعد ' أي الصين' أكبر سوق للسيارات في العالم، والتي تشكل أهمية بالغة للمصنعين حول العالم.

وتراجعت مبيعات سيارات جنرال موتورز هناك بنسبة 20% في عام 2021، بينما انخفضت مبيعات فورد بنسبة 33.5%، وفقًا لشركة الاستشارات Automobility Ltd.

33.5% تراجع في مبيعات "فورد" بالصين

قال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، للصحفيين في حفل خيري الخميس في ديترويت: 'لقد تغيرت السوق تمامًا .. سنضطر إلى إعادة التفكير فيما تعنيه علامة فورد التجارية في مكان مثل الصين.'

ارتفعت الحصة السوقية لصنّاع السيارات الكهربائية الصينية في الصين بنسبة 17% في عام 2022، بينما انخفضت حصة شركات صناعة السيارات الأجنبية بنسبة 11%.

إضافةً إلى أن العلامات التجارية الصينية أمضت السنوات الماضية في خفض ما يعرف ب 'المعرفة الصناعية' من المشاريع المشتركة مع العلامات التجارية الأميركية، وأصبح السوق الصيني فجأة مكانًا أكثر عدائية للشركات الأمريكية.

الشركات الأمريكية تضاعف جهودها في مجال السيارات الكهربائية

ومن المنتظر أن تؤدي تلك الظروف إلى مضاعفة الشركات الأمريكية جهودها في مجال السيارات الكهربائية في أمريكا، حيث يمكنها الاعتماد على قاعدة عملاء أكثر موثوقية وولاء، لكن الخلل الوحيد في تلك الخطة هو إيلون ماسك وتيسلا وحرب الأسعار المستمرة.

كما انسحبت من جنرال موتورز من أوروبا في عام 2017 ثم غادرت لاحقًا روسيا والهند وأستراليا، ولا تزال الشركة تعمل في الصين لكنها تكافح للدفاع عن حصتها في السوق.

وتراجعت مبيعات جنرال موتورز في الصين بنسبة 25% في الربع الأول من عام 2023 بعد أن تراجعت بنسبة 20% العام الماضي، لكن الانسحاب من الصين والتركيز المفرط على الولايات المتحدة قد يكون محفوفاً بالمخاطر.

ومن غير المحتمل أن يكون الملاذ لشركات السيارات الأمريكية هو 'أوروبا' ، لأن الصينيين قد دخلوا سوق أوروبا بقوة منذ فترة، والمنافسة شرسة على نحو متزايد.

على الرغم من عدم وجود أي شركات سيارات صينية في الولايات المتحدة حالياً، إلا أن القلق هو أنه في النهاية، يمكن لشركات صناعة السيارات الصينية أن تصبح لاعباً مهماً في سوق السيارات، في قلب أمريكا.