حافظ سعر الذهب على مستواه القياسي الذي سجله امس الإثنين، حيث دفعت موجة من التقلبات المتداولين إلى البحث عن الملاذات الآمنة قبل إعلان الرئيس دونالد ترمب المتوقع عن تعريفات جمركية جديدة، مما زاد من المخاوف بشأن دخول الاقتصاد العالمي في حرب تجارية.
ظل الذهب مستقراً بعد ارتفاعه بنسبة 1.4% في الجلسة السابقة، مسجلاً مستوى قياسياً بلغ 3,127.92 دولار للأونصة. ويترقب المتداولون بقلق إعلان ترمب عن فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة يوم الأربعاء.
يأتي هذا الأداء القوي للذهب بعد أفضل ربع له منذ سبتمبر 1986، حيث ارتفع بنسبة تقارب 20% منذ بداية العام. ووفقاً للمحللة الاستراتيجية للسلع في "مورغان ستانلي"، إيمي غووير، فإن الطلب الفعلي على الذهب والظروف الاقتصادية المواتية يدعمان هذا الارتفاع القوي.
وأشارت غووير في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إلى أن المستثمرين يواصلون شراء السبائك والعملات المعدنية والصناديق المتداولة في البورصة، مما يمثل تدفقات جديدة نحو الذهب، وأضافت: "هناك على الأرجح مجال لمزيد من الارتفاع".
وأضافت أيضاً أن هناك زاوية اقتصادية أوسع يجب مراعاتها، حيث يتنافس الذهب في محافظ المستثمرين مع أسعار الفائدة والأسهم والسندات.
تتوقع غووير ارتفاع أسعار الذهب إلى ما بين 3300 إلى 3400 دولار هذا العام، لتنضم بذلك إلى عدة بنوك كبرى رفعت توقعاتها للمعدن الثمين. رفعت مجموعة "غولدمان ساكس" هذا الشهر توقعاتها لسعر الذهب إلى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.
يُعتبر الذهب غالباً الملاذ الآمن الأول في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ووفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، فقد ارتفعت حيازات المستثمرين من الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب بنسبة 6% منذ بداية عام 2025، بعد أربع سنوات متتالية من صافي التدفقات الخارجة.
جاء ارتفاع الذهب مدفوعاً بعمليات شراء البنوك المركزية والطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
وقد دعمت هذه العوامل الأسعار حتى مع قيام المتداولين في سوق المقايضات بتقليص رهاناتهم بشأن تخفيف السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام إلى خفضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما. وتُعتبر أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً إيجابياً لصالح الذهب، كونه لا يحقق عوائد.
تم تداول الذهب الفوري عند 3,125.58 دولار للأونصة في سنغافورة، منهياً الربع الأول بارتفاع 19%. فيما لم يشهد مؤشر "بلومبرغ" للدولار أي تغييرات تُذكر، كما ظلت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم مستقرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
