علق الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، على إعلان البنك المركزي المصري عن ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك لتسجل 454.925 مليار جنيه بنهاية النصف الأول من 2024، مقابل 238.6 مليار جنيه بنهاية يونيو 2023، بارتفاع بقيمة 216.3 مليار جنيه، يؤكد أن المركزي يتحرك نحو تعزيز رصيد احتياطياته الدولية عن طريق تنويعها وذلك من أجل دعم العملة المحلية، خاصة أن الذهب يعد الملاذ الآمن للتحوط به ضد تقلبات العملات.
أسعار الذهب
زيادة احتياطي مصر من الذهب
أوضح غراب، أنه زيادة احتياطي مصر من الذهب مهم جدا خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وعالميا أيضا، مؤكدا أن الاحصائيات الرسمية تشير إلى أن احتياطي مصر من الذهب يقدر بنحو 7.3 مليون أوقية، بما يقدر بأكثر من 126 طن بما يعادل نحو 9.557 مليار دولار، وقد أنتجت مصر العام الماضي نحو 560 ألف أوقية من الذهب ومخطط أن تصل إلى 800 ألف أوقية خلال عام 2030، مضيفا أن إحصائيات مجلس الذهب العالمي تشير إلى أن إنتاج مصر من الذهب سنويا يبلغ نحو 15.8 طن من الذهب وبها نحو 270 موقع ذهب.
زيادة أرصدة البنك المركزي من الذهب
وأضاف غراب، أن زيادة أرصدة البنك المركزي من الذهب وذلك للتحوط به ضد التقلبات والتوترات الجيوسياسية الراهنة من أجل دعم العملة المحلية، مؤكدا أنه يمثل حائط صد للاقتصاد المصري، مضيفا أن زيادة احتياطي الذهب يعني التنوع في أصول الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي من أجل مواجهة التذبذب في سعر صرف العملات الأجنبية، ودعم العملة الوطنية، لكون الذهب يعد ملاذا آمنا للتحوط به وقت الأزمات وتقلبات العملات الرئيسية أو تراجعها، إضافة إلى أنه يعد أداة للتحوط ضد آثار التضخم، موضحا أن بعض الدول تلجأ إلى تنويع احتياطياتها من الذهب للحد من نفوذ الدولار وذلك من أجل توفير غطاء للعملة الوطنية الخاصة بها بعيدا عن الدولار.
وأشار غراب، إلى أن كل البنوك المركزية عبر العالم قامت خلال الفترة الماضية بشراء كميات كبيرة من الذهب وزيادة احتياطاتها منه، فقد اشترى بنك الشعب الصيني خلال العام الماضي نحو 225 طنا من الذهب ليبلغ احتياطاته منه حاليا نحو 2235 طنا، وبلغت مشتريات البنوك المركزية حول العالم خلال العام الماضي نحو 1037 طنا من الذهب، كما يبلغ احتياطي أمريكا من الذهب 8133.46 طن، تليها ألمانيا ثم إيطاليا، وذلك وفقا لاحصائيات مجلس الذهب العالمي، موضحا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي نفسه في الأزمة المالية عام 2008 في توقيت حرب العراق وأفغانستان قام بزيادة مشترياته من الذهب بسبب حالة عدم الاستقرار.
العلاقة بين الدولار والذهب
تابع غراب، أن المعدن الأصفر يعد عنصرا أساسيا في احتياطات البنوك المركزية لأنه أكثر أمانا ويمكن تسييله في أي وقت، كما أنه يعد تنويعا في في أصول الاحتياطات لدى البنك المركزي بين العملات النقدية والذهب من أجل الحفاظ على استقرار قيمة الاحتياطات، خاصة إذا حدث تراجع لبعض العملات الرئيسية المكونة للاحتياطي كالدولار واليورو، لأن العلاقة بين الدولار والذهب علاقة عكسية، لذا فهو أداة للتحوط ضد انخفاض الدولار في سوق الصرف العالمي.