في خطوة جديدة تؤكد التزام مصر بالمبادئ الدبلوماسية القائمة على المعاملة بالمثل، صدر منشور تعريفات رقم (64) لسنة 2024، الذي يتناول المعاملة الضريبية للسفارة الأمريكية في القاهرة، هذا المنشور جاء بناءً على كتاب رسمي من مصلحة الضرائب المصرية، الذي أشار إلى تحديد آليات تحصيل الضرائب على السلع والخدمات المقدمة للسفارة الأمريكية، باستثناء رسوم الضرائب المفروضة على تذاكر الطيران.
المعاملة بالمثل: مفهوم وممارسة
تستند المعاملة الضريبية للسفارات الأجنبية في مصر إلى مبدأ 'المعاملة بالمثل'، وهو أحد المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية، ويقضي هذا المبدأ بأن تتمتع السفارات الأجنبية في الدولة المضيفة بحماية ضريبية وفقاً لذات المعاملة التي تقدمها تلك الدولة للسفارات المصرية في بلدانها. هذا المبدأ يتجسد في معاملة السفارة الأمريكية في القاهرة، حيث يتم تطبيق الإعفاء الضريبي على جميع السلع والخدمات المقدمة لها، باستثناء رسوم تذاكر الطيران، وذلك استناداً إلى الاتفاقيات السنوية التي تجددها وزارة الخارجية المصرية.
تأثير هذا القرار على العلاقات الثنائية
و يعكس القرار عمق التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في العديد من المجالات، ولا سيما في التبادلات الدبلوماسية والاقتصادية، حيث يساهم هذا النوع من المعاملة الضريبية في تسهيل عمل السفارات الأجنبية وتخفيف العبء المالي عليها، مما يساهم في تعزيز العلاقة الدبلوماسية بين الدولتين.
من جهة أخرى، يضمن تطبيق 'المعاملة بالمثل' أن تكون الحقوق والامتيازات التي تحظى بها السفارة الأمريكية في مصر متبادلة مع تلك التي تتمتع بها السفارات المصرية في الولايات المتحدة، وهذا النوع من الإجراءات لا يعكس فقط التزام الدولة بالمبادئ الدبلوماسية، بل يعزز أيضاً من موقفها في المحافل الدولية كمؤمن لحقوقها وحقوق الآخرين في إطار من التعاون المشترك.
التجديد السنوي للمعاملة
من أبرز ما جاء في منشور التعريفات رقم 64 هو التأكيد على أن المعاملة الضريبية للسفارة الأمريكية تخضع للتجديد السنوي وفقاً لما يصدر من وزارة الخارجية. هذه الآلية السنوية تتيح تحديث وتعديل البنود الخاصة بالإعفاءات الضريبية وفقاً للمتغيرات في العلاقات الدولية والاقتصادية بين الدول.
مستقبل المعاملات الضريبية للسفارات الأجنبية
مع تزايد الأزمات الاقتصادية العالمية، تبقى هذه السياسات الضريبية أحد الأدوات التي يمكن أن تعزز من التعاون الدولي وتدعم الاستقرار المالي للدول، إذ أن تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل في هذا السياق يمثل أداة مرنة للتكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة، ويدعم تعزيز العلاقات بين مصر وبقية دول العالم.