اعلان

مصر تبحث عن حلول طويلة الأجل لأزمة الغاز الطبيعي

حقل غاز
حقل غاز

في ظل تراجع إنتاج الغاز المحلي وارتفاع الطلب المحلي، عادت مصر إلى سوق الاستيراد لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي.

وكشفت مصادر بالهيئة العامة للبترول ان هناك سعى لإبرام عقود طويلة الأجل مع شركات أمريكية وأجنبية لشراء الغاز الطبيعي المسال، وذلك لتجنب التقلبات الحادة في أسعار السوق الفورية وضمان استقرار الإمدادات.

محاولات تأمين إمدادات كافية من الغاز الطبيعي المسال

وأوضحت المصادر فى تصريحات خاصة ل'أهل مصر' أن وزارة البترول تسعى إلى تأمين إمدادات كافية من الغاز الطبيعي المسال لعدة سنوات قادمة، بهدف حماية الاقتصاد من تقلبات الأسعار العالمية، موضحة ان الوزارة تركز حاليًا على إبرام عقود طويلة الأجل مع شركات أمريكية، نظراً لمرونتها في شروط التعاقد.

وكانت مصر أرست بالكامل مناقصة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الشتاء، وتم إرساء المناقصة بعلاوة تتراوح بين 1.70 دولار و1.90 دولار فوق سعر الغاز القياسي في منصة تداول عقود الغاز (تي.تي.إف) الهولندية.

المهندس مدحت يوسف

حقيقة انخفاض الانتاج المحلى من الغاز الطبيعى

وكشف المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق وخبير البترول، أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي لا يعاود معدلات إنتاجه السابقة حين كانت مصر من الدول التي تعتمد أوروبا عليها في وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح فى تصريح خاص لـ أهل مصر، انه لا عودة لتصدير الغاز الطبيعي المسال لاوربا أو لاي جهه ،موضحا ان الأمر أصبح أكثر صعوبة نتيجة انخفاض انتاجنا المحلي من الغاز الطبيعي.

واضاف يوسف ان وزير البترول صرح بذلك بنفسه، مضيفا ان الجهود المبذولة حاليا ما هي إلا للحفاظ علي معدلات إنتاجية لفترات أطول ولكنها لا تدوم كثيرا ..

واشار ان الأمر يعني استمرار معدلات الخفض نتيجة التناقص الطبيعي لإنتاج الآبار المنتجة للغاز الطبيعي في ظل عدم اكتشاف حقول جديدة كبيرة الإنتاجية أسوة بحقل ظهر أو حقلي نورس وشمال الإسكندرية وهو الذي لم يحدث حتي تاريخه.

مشيرا انه حال اكتشاف حقل باحتياطي كبير فالأمر سيتطلب ٣-٤ سنوات علي الاقل لربطه بالشبكة القومية للغاز الطبيعي وهذا يعني عام ٢٠٢٨- ٢٠٢٩.

أسباب الارتباط بعقود طويلة الأجل

وأكد خبير البترول ،أنه نتيجة لذلك كان من الضرورى الارتباط بعقود طويلة الأجل تغطي تلك الفترة مع أحد الشركات العالمية الكبري الموردة للغاز الطبيعي المسال لتغطية عجز الإنتاج حتي نهاية تلك السنوات واحتمال استمرارها حال عدم وجود اكتشافات غازية كبيرة خلال تلك الفترة.

موكدا أن الارتباط بعقود طويلة الأجل تعني بالتأكيد الحصول علي أسعار مناسبة بعيدا عن التوريدات الحالية والتي يتم الارتباط بها من خلال سوق الشحنات الفورية.

كيف تم تلبية احتياجات الكهرباء والطاقة

ولتلبية احتياجات الكهرباء والطاقة ،تعاقدت مصر مع الاردن منذ ابريل الماضي حيث اتفقت شركة إيجاس على استيراد وتغويز الغاز المسال في الأردن، ثم نقله إلى مصر عبر خط الأنابيب، مما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كما نجحت مصر في استيراد أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال في يوليو الماضي، وقد ساهم استئجار وحدة عائمة لتغويز الغاز، والتي تم التعاقد عليها في مايو مع شركة هوج النرويجية، في تلبية الطلب المتزايد على الغاز، خاصة خلال أشهر الصيف حيث يرتفع الطلب على الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف.

وكان وزير البترول اعلن تناقص إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 25% آخر عامين،وان هذا التناقص أدى إلى تزايد مستحقات الشركاء، وأثر على أنشطة الاستكشاف والانتاج خلال 30 شهرا، وتناقص إنتاج الزيت بمعدل 10%، وعمل على ارتفاع مستويات استهلاك الغاز الطبيعي بالقطاعات المختلفة بمتوسط 14%.

وزير البترول المهندس كريم بدوي

خطط طموحة وتنمية الانتاج والاستكشاف وحث المستثمرين

وتسعى وزارة البترول جاهدة من خلال خطط طموحة وتنمية الانتاج والاستكشاف وحث المستثمرين والشركات العالمية على العمل بتنمية الحقول المصرية،وقد ساعد مصر فى ذلك سدادها لجزء كبير من مستحقات الاجانب مما زاد من ثقة الشركاء .

حيث اعلنت وزارة البترول من خلال بياناتها الصحفية انطلاق انشطة حفر الآبار من جديد خلال الشهر المقبل في حقل غاز ظهر لإضافة بئرين جديدين بإنتاج 220 مليون قدم مكعب غاز يومياً ، وتسريع عمليات انتاج الغاز من المرحلة الثانية من حقل ريفين بالبحر المتوسط في يناير المقبل بالتعاون مع شركة بريتش بتروليوم BP من خلال ضخ استثمارات إضافية ، وانتهاء شركة شل العالمية بوضع بئرين جديدين علي خريطة انتاج الغاز الطبيعي من البحر المتوسط في غرب الدلتا العميق والاستعداد لإضافة بئر ثالثة الشهر المقبل ، كما تم الدفع بعدد من الحفارات في حقول انتاج شركة عجيبة للبترول في الصحراء الغربية لتسريع العمل، هذا بخلاف التعاون مع شركة اباتشي العالمية لتطبيق إجراءات تحفيزية لزيادة إنتاج الغاز تدريجياً بالصحراء الغربية.

إطلاق حزمة من الحوافز لتشجيع الشركات على الاستثمار

ومن جانبه قال د.سيد خضر الخبير الاقتصادى ، 'شهد قطاع البترول المصري خلال الفترة الماضية تحولات إيجابية، حيث تبنت وزارة البترول مجموعة من المبادرات لتعزيز الإنتاج وجذب الاستثمارات'.

واوضح فى تصريح خاص لاهل مصر ،أنه تم إطلاق حزمة من الحوافز لتشجيع الشركات على الاستثمار في القطاع، مما أدى إلى زيادة النشاط الاستكشافي والإنتاجي، موضحا انه حققت العديد من الشركات العاملة في مصر تقدمًا ملحوظًا في مشاريعها. على سبيل المثال، تستعد شركة إيني لاستئناف أعمال الحفر في حقل ظهر، بينما تسعى شركة بي بي لزيادة إنتاج حقل ريفين. كما شهدت مناطق أخرى مثل غرب المتوسط نشاطًا استكشافيًا مكثفًا من قبل شركات عالمية مثل شيفرون وإكسون موبيل.

موكدا ان الهدف من هذه الجهود زيادة إنتاج الغاز والنفط بشكل كبير، مما يساهم في تعزيز الأمن الطاقة في مصر وزيادة إيرادات الدولة من العملة الصعبة.

أستانف عمال الحفر بحقل ظهر

واشار ان استيراد الغاز والاستمرار فيه خلال تلك الفترة امر طبيعى جدا فى ظل هذه الظروف ومن الموكد انه سينتهى بمجرد بدا تحقيق الانتاج الفعلى للغاز وتحقيق مزيد من الاكتشافات .

وكشفت وزارة البترول بان شركة 'إيني' ستستأنف أعمال الحفر بحقل ظهر، مع وصول الحفار إلى الحقل خلال شهر ديسمبر (٢٠٢٤)، لحفر بئرين بهدف الرجوع بخطة الإنتاج لما قبل توقف أعمال الحفر عبر إدخال إنتاج جديد يصل إلى 220 مليون قدم مكعب يومي، وكذلك دخول الحفارات الى منطقة الامتياز البرية لشركة 'عجيبة' للبدء بأعمال الحفر، مع دخول 3 حفارات لحفر آبار جديدة وحفارين لإصلاح الآبار.

الشركات تسارع لعودة الانتاج

أما شركة 'بي بي' فتم وضع خطة للإسراع بوضع المرحلة الثانية من مشروع (ريفين) على الإنتاج ،عن طريق ضخ استثمارات إضافية، مع البدء في حفر حقل الكينج في بداية عام 2025

وفيما يخص شركة 'أباتشي'، تم إسناد 4 مناطق استكشافية بالصحراء الغربية للشركة بغرض سرعة وضعها على خريطة الإنتاج، وتم الاتفاق حول حزمة الحوافز المطروحة وتسعير الغاز المُنتج، ليبدأ الإنتاج في التزايد تدريجياً ليصل إلى (80) مليون قدم3 في اليوم بنهاية العام 2025.

كما نجحت شركة شل في بدء الإنتاج من بئر (سيبيا) في أكتوبر 2024 بمعدلات 30–40مليون قدم3 يوم، ومن المنتظر دخول بئرين أخريين بنهاية العام الجاري ضمن المرحلة العاشرة من منطقة غرب الدلتا العميق ليصل الإجمالي إلى (160) مليون قدم3 / يوم باستثمارات 227 مليون دولار.

كما بدات شركتي 'شيفرون' و'إكسون موبيل' بحفر آبار استكشافية بغرب المتوسط للمرة الأولى خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2024، مع استكمال المسح السيزمي الإقليمي بتاريخ ٢٨سبتمبر 2024، لمساحة تبلغ ٢١٨٥ كم٢ غرب المتوسط، وكذلك الاستعداد لإجراء المرحلة الثالثة للمسح السيزمي الإقليمي لمناطق خليج السويس والبحر الأحمر.

ويبلغ استهلاك مصر من الغاز الطبيعي نحو 6.8 مليار قدم مكعبة من الغاز، بينما يبلغ الإنتاج المحلي نحو 4.9 مليار قدم مكعبة يوميًا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً