هل يتواصل تراجع الدولار بعد خفض الفائدة الأمريكي؟

تشير التطورات الأخيرة في سوق العملات إلى أن الدولار الأمريكي يعاني من بعض الضغوط بعد تحقيقه أعلى مستوياته في أسبوعين، حيث تراجع مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية اليوم الأربعاء، هذا التراجع جاء نتيجة لتوقف صعود العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات، ما يعكس حالة من الترقب والحذر في الأسواق قبيل صدور قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

العوامل المؤثرة في أداء الدولار الأمريكي:

خفض أسعار الفائدة المتوقع:

الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة هذا العام، وهو ما ينعكس سلبًا على قوة الدولار. أداة 'فيد ووتش' تشير إلى احتمالية كبيرة (96%) لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع الجاري لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

عائدات السندات الأمريكية:

تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.2%، مما يقلل من جاذبية الدولار بالنسبة للمستثمرين، خاصة في ظل التوقعات بعدم رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

بيانات اقتصادية:

رغم التراجع الحالي، كانت البيانات الاقتصادية الأخيرة، مثل مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر، قد أظهرت مرونة الاقتصاد الأمريكي، مما ساعد على دعم الدولار في الجلسات السابقة.

اجتماع الفيدرالي:

اليوم سيعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير في 2024، والذي يتوقع أن يقرر فيه خفض أسعار الفائدة، كما سيكون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بعد القرار في الساعة 19:30 بتوقيت جرينتش، مهمًا في تحديد التوجهات المستقبلية للفائدة وأداء الدولار.

توقعات أداء الدولار:

إذا جاءت تصريحات وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشاؤمًا من المتوقع، فإن ذلك قد يرفع احتمالات المزيد من خفض أسعار الفائدة في يناير 2025، ما يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الدولار الأمريكي ويزيد من احتمالات استمرار تراجعه.

وتراجع الدولار الأمريكي في الوقت الراهن يبدو محدودًا، لكنه يظل محطًا لتقلبات كبيرة في ظل ما قد تسفر عنه قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم.