القمة المصرية القبرصية اليونانية.. استثمارات غاز المتوسط والطاقة أبرز الاهتمامات

كتب : ليلى العبد

انعقدت القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان مؤخرًا، مؤكدةً على أهمية التعاون الإقليمي في شرق المتوسط، خاصة في ملفي الطاقة والغاز الطبيعي، حيث ركزت القمة على تعزيز التكامل بين الدول الثلاث لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، مع إيلاء اهتمام خاص بمنتدى غاز شرق المتوسط الذي أصبح منصةً إقليميةً هامة للتنسيق حول سياسات الغاز.

محمد حليوة: مصر مركز إقليمي للطاقة

صرح محمد حليوة، خبير الطاقة، بأن هذه القمة تمثل امتدادًا لسياسات مصر الطموحة في التحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والطاقة.

وأوضح أن التعاون بين مصر وقبرص واليونان يعزز استغلال الاكتشافات الكبيرة للغاز في شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان يسهم في تصدير الكهرباء لأوروبا، ما يعكس قدرة مصر على لعب دور محوري في أمن الطاقة الإقليمي.

وأضاف حليوة لـ'أهل مصر': 'البنية التحتية القوية لمصر، بما في ذلك محطات الإسالة والموانئ، تعطيها ميزة تنافسية لاستقبال الغاز الطبيعي من دول شرق المتوسط وتصديره إلى الأسواق الأوروبية، خاصةً في ظل الطلب المتزايد على الغاز نتيجة لأزمات الطاقة العالمية.'

أحمد جمال: أبعاد اقتصادية واستراتيجية

من جهته، أكد أحمد جمال، أستاذ الاقتصاد، أن التعاون الثلاثي يتجاوز الطاقة والغاز ليشمل مجالات اقتصادية أوسع مثل السياحة والنقل البحري والاستثمار المشترك.

وقال: 'القمة الثلاثية تعد نموذجًا للتكامل الاقتصادي الإقليمي، حيث تسعى الدول الثلاث إلى خلق بيئة استثمارية مستقرة تجذب الشركات العالمية، خاصة في قطاع الطاقة'.

وأشار جمال إلى أن هذه الشراكة تحقق توازنًا استراتيجيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية بمنطقة شرق المتوسط.

وأضاف: 'منتدى غاز شرق المتوسط يلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة والممرات الرئيسية، وهو ما يعزز مصالح الدول الثلاث في تقاسم المنافع الاقتصادية والاستراتيجية.'

نحو مستقبل أكثر تكاملاً

و أكدت القمة الثلاثية على أهمية تسريع وتيرة المشروعات المشتركة، لا سيما تلك المرتبطة بالطاقة المتجددة والربط الكهربائي. كما شددت على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي لضمان استقرار المنطقة وتعظيم الفوائد الاقتصادية لجميع الأطراف.