تلقى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقريرًا مقدمًا من الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حول مشروع دعم إنتاج أجهزة التنفس الصناعي محلية الصنع الذي تقوم به الأكاديمية تحت اسم BioVENT A series
أفاد التقرير بأن المشروع هو نتاج تعاون مثمر بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية كشريك رئيسي في التجارب السريرية، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا كداعم رئيسي للمشروع، والهيئة العربية للتصنيع كشريك تصنيعي ، وشركة بايوبيزنس للأجهزة الطبية، وهي إحدى الشركات التكنولوجية الناشئة المتخصصة في تصميم وتصنيع الأجهزة الطبية الإلكترونية، والوحيدة التي تعمل في هذا المجال في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن المراحل الفنية لإنجاز المشروع بدأت بتوقيع بروتوكول بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة بايوبيزنس لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة جائحة كورونا، وإيجاد حل بشكل خاص لمشكلة نقص أجهزة التنفس الصناعي، وأطلقت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا برنامج "طبق فكرتك" في أبريل 2020، وتمت الموافقة على مقترح شركة بايوبيزنس لتصميم جهاز التدفق العالي للأكسجين كأول فئة من أجهزة التنفس الصناعي، ثم إطلاق النموذج الأولي لجهاز التدفق العالي للأكسجين، والحصول على موافقة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، وموافقة معمل معايرة الأجهزة الطبية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، يليها إجراء التجارب السريرية في مستشفيات جامعة القاهرة تحت إشراف المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، والحصول على الموافقة المشروطة من هيئة الدواء المصرية كأول موافقة من نوعها لهذا النوع من الأجهزة تصدر عن هيئة الدواء المصرية، ثم تم إطلاق النموذج الثاني للجهاز لبدء عملية تحويل العينة الأولى إلى منتج قابل للاستخدام، وإنتاج أول نموذج صناعي جاهز، حيث تم إجراء الاختبارات اللازمة لتقييمه، لتبدأ مراحل تنفيذ الإنتاج الفعلي ليتم الإعلان عن تسليم أول 50 جهاز لهيئة الشراء الموحد لتوزيعها على المستشفيات الجامعية في شهر أبريل الجاري 2022.
وأضاف التقرير أن خطة المشروع استهدفت تصميم جهاز تنفس صناعي سهل النقل يصلح للعمل في كافة البيئات سواء مستشفيات ميدانية أو غرف عادية أو رعاية مركزة، وكذلك يمكن استخدامه بالمنزل، ويدعم الجهاز كل من العلاج بالأكسجين والعلاج الاختراقي والعلاج الاختراقي ، وبنفس المكونات الداخلية للجهاز، على أن تتدرج عملية إنتاج الجهاز بشكل مرحلي بداية من أجهزة التدفق العالي بالأكسجين ثم الاختراقي والاختراقي ، والاهتمام بالجودة والأناقة في التصميم.
ويتميز الجهاز BioVENT A series بوجود بلاهور شديد التحمل يعمل حتى 40 ألف ساعة تشغيل، ويحتوي على نيبولايزر أو رذاذه للاستخدام في شكل رذاذ للاستنشاق أثناء العلاج بالجهاز، ويعمل بتقنية التدفق العالي وأيضًا التوصيل بسرعة عالية، ويماثل في ذلك التكنولوجيا المستخدمة في أجهزة فابوثيرم الأمريكية، كما يدعم أوضاع التنفس الاختراقي المماثلة لأجهزة V60 التي تنتجها شركة فيليبس الهولندية، ويدعم أوضاع التنفس الاختراقي المماثلة لتكنولوجيا جهاز PB560 الذي تنتجه شركة ميدترونيك الأمريكية.
وأضاف التقرير أن الجهاز يتيح إمكانية التحكم التلقائي في fio2 أو التحكم اليدوي، ويتم دعمه ببطارية تعمل حتى 6 ساعات، ومزود بمرطب خارجي وفلتر تنفس بكتيري، إلى جانب مزايا سهولة فك وتركيب صمامات الشهيق والزفير والتي تفيد في منع العدوى وسهولة التعقيم.
ونوه التقرير عن الجدوى الاقتصادية العالية التي يمثلها هذا المشروع، من توفير أجهزة التنفس الصناعي التي يتم إنتاجها محليًا، وتجنب الآثار السلبية لزيادة الأسعار العالمية على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمريض المصري، خاصة مع الأزمات التي يواجهها العالم كجائحة كورونا، كما يعد إنتاج هذا النوع من الأجهزة محليًا فرصة ذهبية لمصر من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الفاتورة الاستيرادية وإمكانية التصدير للعديد من الدول التي تعاني نقصًا في أجهزة التنفس الصناعي كدول إفريقيا وآسيا الوسطى.
وأوضح الدكتور صقر أن مصر هي أول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا تنتج أجهزة تنفس صناعي بتكنولوجيا مصرية 100 %، وأن المنتج النهائي أصبح موجودًا بالفعل ومتاح للاستخدام في المستشفيات ويخدم المرضى بكفاءة، مشيرًا إلى العمل على المضي قدمًا في تطوير إنتاج الجهاز ليغطى فئات أجهزة التنفس الصناعي والتي تشمل 3 أنواع هي: جهاز التدفق العالي للأكسجين، وجهاز التنفس الاختراقي ، وجهاز التنفس الاختراقي، بعد الحصول على الموافقات المطلوبة، منوهًا بالجهد الذي بذلته الأكاديمية لتنفيذ المراحل الطويلة والمعقدة للحصول على موافقات هذا النوع من الأجهزة من خلال التواصل مع الأجهزة المسؤولة من وزارة الصحة والخدمات الطبية في القوات المسلحة والعديد من الخبراء، والتعاون مع مهندسين بتخصصات مختلفة، ويمثل الجهاز براءة اختراع مصرية وجاري العمل على تسجيلها.
وصرح الدكتور عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن هذا المشروع نتاج جهود متميزة في ربط المخرجات البحثية بجهات الصناعة، من خلال عقد البروتوكولات واتفاقات التعاون لتحويل الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق لمنتجات، والتعاون في إنتاجها وتوزيعها وتوفير بدائل محلية لمستلزمات الصناعة القومية، مشيرًا إلى أن الوزارة تنفذ حَالِيًّا سياسة علمية تقوم على توظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع المصري، وتلبية احتياجاته في كافة المجالات، من خلال الدور البحثي للمراكز والمعاهد البحثية والجامعات، مؤكدًا أنها تعمل في تعاون دائم ومُستمر مع كافة قطاعات التنمية في الدولة، مشيدًا بنتائج المشروع المتمثلة في إنتاج تكنولوجيا التنفس الصناعي مصرية بالكامل.