الاتحاد الأوروبي يتحرك لمواجهة تعريفة ترامب الانتقامية بخطة طارئة

يستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ تدابير طارئة لمواجهة تأثير التعريفات الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فرضها على السلع الأوروبية، في خطوة تهدد العديد من القطاعات الاقتصادية داخل دول الاتحاد. وتعمل المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، على إعداد مقترحات لدعم الاقتصاد على المدى القصير، بالتوازي مع تعزيز الإصلاحات الهيكلية وزيادة القدرة التنافسية في القطاعات الاستراتيجية.

تصعيد جمركي وقلق أوروبي

تأتي هذه التحركات في أعقاب إعلان ترامب عزمه فرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأوروبية، متذرعًا بأن الاتحاد الأوروبي يفرض رسومًا غير عادلة على السلع الأمريكية، إلى جانب القيود التنظيمية مثل ضريبة القيمة المضافة والضرائب الرقمية. وأكد الاتحاد الأوروبي أن ضرائبه مطبقة بشكل عادل على كل السلع، سواء المحلية أو المستوردة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن أي تدابير أوروبية لدعم الاقتصاد ستعتمد على تفاصيل الرسوم الأمريكية، التي لم يتم تحديد نطاقها بعد. لكن توقعات المسؤولين تشير إلى احتمال أن تتراوح بين 10% و25%، مما سيؤثر بشكل كبير على الصادرات الأوروبية.

تحركات الأسواق واستجابة الاتحاد الأوروبي

بعد نشر التقارير حول خطط الاتحاد الأوروبي، استقرت عائدات السندات الألمانية لأجل 10 سنوات عند 2.69%، بينما سجل اليورو ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.0839 دولار.

في سياق متصل، سبق أن فرضت الولايات المتحدة تعريفات بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات الأوروبية، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بتدابير انتقامية تصل قيمتها إلى 26 مليار يورو، والتي يُتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في منتصف أبريل.

ووفقًا لمسؤولين أوروبيين، فإن هناك استعدادات لتوسيع هذه الإجراءات لتشمل منتجات إضافية مثل الأخشاب، والمستحضرات الصيدلانية، وأشباه الموصلات.

تأثير اقتصادي محتمل على منطقة اليورو

تشير تحليلات 'بلومبرغ إيكونوميكس' إلى أن فرض تعريفات أمريكية شاملة بنسبة 25% قد يُعرّض نحو 70% من تدفقات التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للخطر. وإذا فشل المصدّرون الأوروبيون في إيجاد أسواق بديلة، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة تتراوح بين 1.5% و2%.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم الرد الفوري، فإنه يعمل على تقييم تحركات ترامب قبل اتخاذ أي قرارات.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد لديه عدة خيارات، تشمل فرض تعريفات مضادة واستهداف شركات التكنولوجيا والخدمات الأمريكية.

كما يعمل الاتحاد الأوروبي بالتوازي على إعداد 'ورقة شروط' للمحادثات مع الولايات المتحدة، تهدف إلى التفاوض بشأن تخفيف القيود التجارية المتبادلة وتقليل التعريفات الجمركية، إضافةً إلى تعزيز الاستثمارات بين الجانبين.