شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للنرويج نشاط حافل حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، 'يوناس جار ستور' رئيس وزراء النرويج، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد إشادة الجانبين بالتطورات الإيجابية والزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفي هذا الإطار تم التأكيد على أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذلك تعزيز التعاون على مستوى قطاع الأعمال وغرف التجارة والصناعة، إلى جانب رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
واشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، الى أن الرئيس قد حرص على تأكيد اهتمام مصر بالاستثمار والتوسع في إنتاج الطاقة الخضراء، مشيراً إلى ترحيب مصر بالتعاون مع النرويج في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد توافق الجانبين على أهمية الحفاظ على دورية التشاور السياسي وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، خاصةً فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، موضحاً أنه تم على هامش اللقاء توقيع مذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسي بين البلدين.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بجلالة الملك 'هارالد الخامس' ملك النرويج، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الملك 'هارالد الخامس' استهلّ المقابلة بالترحيب الرئيس، مشيراً إلى تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر في أفريقيا والشرق الأوسط، ومشيداً بالزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
أول زيارة لرئيس مصري إلى النرويج
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس قد وجه من جانبه الشكر للملك 'هارالد الخامس' على حفاوة الاستقبال، مؤكداً على أهمية الزيارة في ضوء كونها أول زيارة لرئيس مصري إلى النرويج منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام ١٩٣٦، مشيداً بالعلاقات الثنائية، والتطور الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، كما وجه الدعوة لملك النرويج لزيارة مصر للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الزعيمين ناقشا خلال اللقاء سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية في الموضوعات محل الاهتمام المشترك، كما تم استعراض الأوضاع في الشرق الأوسط وجهود التهدئة التي تقودها مصر لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، 'مسعود قره خان' رئيس البرلمان النرويجي وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالبرلمان، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية.
تعزيز العلاقات البرلمانية
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس حرص في مستهل اللقاء على التأكيد على الدور المحوري للتعاون البرلماني في تعزيز الحوار بين الشعوب، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس قد أكد خلال اللقاء ضرورة مواصلة تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، بما في ذلك من خلال التشاور والتنسيق وتبادل الزيارات والخبرات بين برلماني البلدين، كما شدد الرئيس على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات وبالأخص في مجالات التجارة والاستثمار، حيث دار نقاش حول فرص تعزيز الاستثمارات النرويجية في القطاعات ذات الأولوية للبلدين وعلى رأسها الطاقة المتجددة والخضراء. كما تناول اللقاء أيضاً فرص التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بموضوعات تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الجانبان أهمية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالكميات الكافية، وضرورة بذل الجهد للحيلولة دون تدهور الوضع وتصعيد الصراع في الشرق الاوسط. ومن جانبهم، أشاد البرلمانيون النرويجيون بالدور المصري المحوري والحكيم في الشرق الأوسط، مؤكدين دعم بلادهم للجهود المصرية ذات الصلة. كما تناول اللقاء الأوضاع في القارة الأفريقية، وجهود تعزيز السلم والأمن بالقارة، خاصةً في السودان والصومال الشقيقين، إلى جانب استعراض فرص التعاون الثلاثي في أفريقيا وما تمتلكه الشركات المصرية من خبرات في هذا المجال.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في مأدبة العشاء مع سمو ولي عهد النرويج ووزيرة التنمية الدولية، بحضور كبار مسئولي الشركات النرويجية والصناديق الاقتصادية والاستثمارية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية، وقد ألقى الرئيس كلمة خلال العشاء وألقي الرئيس كلمة جاء نصها:
فى البداية، أود الإعراب عن سعادتي بزيارة بلدكم الصديق، وما حظيت به والوفد المرافق لي، من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما أود الإشادة بما شهدته مباحثاتي اليوم، مع جلالة ملك النرويج، ودولة رئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، ولجنة الشئون الخارجية والدفاع، من توافق في الرؤى، حول حرص البلدين على تعميق مختلف أوجه التعاون الثنائى؛ سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
لقد تبنت الحكومة المصرية، خطة طموحة لتحسين مناخ الاستثمار،وتعزيز دور القطاع الخاص فى قيادة التنمية الاقتصادية من خلال توفير حوافز وتسهيلات للمستثمرين الأجانب، وتذليل أية عقبات قد تواجههم.
وقد حرصت خلال كافة لقاءاتى، على تناول أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، وأبرزت الأهمية الكبيرة التى توليها الحكومة المصرية، لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المصرى، الذى يوفر العديد من الفرص فى مختلف القطاعــات الحيويـــة ذات الأهميــــة المشــــتركة مثل الطاقة بمصادرها التقليدية والجديدة والمتجددة والخضراء، والنقل، والبنية التحتية، والصناعة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما يتسق مع الخطط والأهداف الطموحة، لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الإستراتيجى والفريد لمصر.
من هذا المنطلق، أدعو كافة الشركات والصناديق الاستثمارية النرويجية، لتعزيز التواجد فى السوق المصرى، والبناء على النجاحات القائمة بالفعل، الخاصة بالتعاون بين عدد من كبرى الشركات النرويجية والجانب المصرى. ولعل لقاءنا اليوم؛ يمثل فرصة مهمة للتعرف على رؤيتكم، لزيادة الاستثمارات النرويجية فى مصر، واتخاذ خطوات تنفيذية لتحقيق ذلك.
أشكر الجانب النرويجى على تنظيم هذا اللقاء، الذى سيسهم فى مزيد من تعميق العلاقات المصرية النرويجية، على مختلف المستويات، وأشكر سمو ولى عهد النرويج على الحضور، بما يمثل رسالة مهمة، تبرز حرص البلدين على مزيد من الارتقاء، بهذه العلاقات التي نقدرها كثيرا شكرا جزيلا، واتطلع للاستماع إليكم. شكرا لكم جميعا وعيد ميلاد مجيد عليكم.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل من الرئيس التنفيذي لشركة 'سكاتك' النرويجية، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار النرويجي في الدول النامية، والرئيس التنفيذي لشركة 'يارا' النرويجية، وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن المقابلة شهدت استعراض برنامج التنمية الاقتصادية الطموح الذي تنفذه مصر، مع التأكيد على الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر، بالإضافة إلى دعم الشركات الأجنبية العاملة في مصر.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس ثمن التعاون القائم بين مصر والشركات الحاضرة في مجال الاستثمار الأخضر، مؤكداً على مسعى مصر لتصبح مركزاً للطاقة الخضراء في المنطقة، وحرصها على دعم كافة المشروعات ذات الصلة. ومن جانبهما، وجه رئيسا الشركتين الشكر للرئيس على الاهتمام والدعم الذي تحظى به الاستثمارات النرويجية في مصر.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً فرص التعاون مع صندوق الاستثمار النرويجي في الدول النامية، وكذا التوسع في مشروعات شركتي 'سكاتك' و'يارا' في مصر، كما تم استعراض مستجدات المشروعات القائمة بالفعل وسبل تعزيزها.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بكل من الرئيس التنفيذي لشركة 'إمباور' النرويجية للطاقة الجديدة، والرئيس التنفيذي لشركة 'جولار' النرويجية لتسييل الغاز، والرئيس التنفيذي للوكالة النرويجية للتعاون التنموي والرئيس التنفيذي لجمعية الأعمال النرويجية الافريقية، وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس إلى النرويج ضمن جولة الرئيس الأوروبية.
تعزيز التعاون الاستثماري
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الاستثماري بين مصر من ناحية والجهات ذات الصلة والشركات النرويجية من ناحية اخرى، حيث تم استعراض أبرز السياسات التي تنفذها الحكومة المصرية اتصالاً بخطة التنمية الاقتصادية، والأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
واشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن الرئيس قد أكد خلال اللقاء على أن مصر تنظر الى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها كأولوية، خاصة مع ما يتوافر بمصر من إمكانيات في هذا الصدد، سواء من حيث الموارد الطبيعية والبنية التحتية، وأن الرئيس قد أشار في هذا الخصوص إلى الاستراتيجية الوطنية المصرية لزيادة حجم الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، معرباً عن تقديره للتعاون القائم مع شركة 'إمباور' والشركات النرويجية ذات الصلة، ومشيراً إلى حرص مصر على تعزيز هذا التعاون وفتح آفاق جديدة للاستفادة المشتركة منه.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً فرص تعزيز التعاون الثلاثي في أفريقيا، بما يدعم جهود القارة في التنمية، حيث تم استعراض الدور الذي تلعبه الشركات المصرية في القارة، وإمكانية الاستفادة من الخبرات المصرية لتقديم دعم مشترك وملموس للقارة وشعوبها.
وعقب انتهاء اللقاء، شهد الرئيس مراسم توقيع عقد بين شركة 'امباور' النرويجية وشركة 'ماجد الفطيم' لتنفيذ مشروع في مصر في مجال الطاقة الشمسية لأغراض الصناعة.