يشهد المشهد السياسي والعسكري في ليبيا تصعيداً ملحوظاً، حيث تتجه الأنظار إلى مدينة الزاوية، غربي البلاد، التي تشهد عملية عسكرية مكثفة تشنتها قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة . تزامنت هذه العملية مع دعوات برلمانية لمساءلة حكومة بنغازي برئاسة أسامة حماد.
وأعلن آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، صلاح النمروش، عن بدء العمليات العسكرية في الزاوية وبدء تحرك قواته في اتجاه الشرق الليبي ، مشيراً إلى أنها تستهدف "أوكار الخارجين عن الدولة ".
وأوضح النمروش أن هذه الخطوة جاءت استجابة لاستغاثة المواطنين، خاصة النساء، الذين يعانون من انتشار الجريمة والمخدرات في المنطقة وسط مخاوف من أن تستمر هذه القوات في التقدم نحو بنغازي وتشتعل الحرب الأهلية في ليبيا مجددا.
من جهة أخرى، دعا مجلس النواب الليبي أعضاءه إلى جلسة رسمية لمساءلة حكومة الاستقرار، وذلك وسط حالة من التوتر والانقسام السياسي في البلاد.
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين، مما يعقد الأوضاع ويؤخر جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا.
تثير هذه التطورات العديد من التساؤلات حول مستقبل الوضع في ليبيا، وتؤكد على هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. فمن جهة، تسعى حكومة الدبيبة إلى فرض سيطرتها على المناطق التي تشهد انفلاتاً أمنياً، ومن جهة أخرى، تستمر الأزمة السياسية بين الحكومتين في التعمق.