نيقوسيا.. تعرف على العاصمة المشطورة بين دولتين

تعد نيقوسيا هي عاصمة لدولتي قبرص وقبرص الشمالية وأكبر مدنها تقع قريبا من وسط الجزيرة، كذلك تقع على نهر بيديوس، كما تعتبر مدينة نيقوسيا العاصمة الإدارية لمنطقة نيقوسيا، وتضم المدينة مقر الحكومة وتعتبر العاصمة الوحيدة في العالم المقسمة، حيث يتبع الجزء الشمالي منها تركيا والجزء الجنوبي قبرص

تاريخ المدينة.

وتعتبر جزيرة قبرص مأهولة بالسكان منذ الألف السادس قبل الميلاد، ولديها صلات تجارية قوية مع المناطق المحيطة فيها كبلاد الشام ومصر وقامت في قبرص عدة ممالك في الوقت بالرغم من صغر حجمها مثل مملكة بافوس ومملكة سلاميس وهو ما يجعل البلاد محطة تعاقب عليها الآشوريين والمصريين والفرس والرومان والبنادقة العرب والعثمانيون وأخيرا الإنجليز.

نيقوسيا2

شطرها

تعتبر نيقوسيا أكبر مدينة في العالم مقسومة إلى جزئين، قسمت نيقوسيا إلى جزئين بعد الأحداث الدامية التي جرت في الجزيرة القبرصية خلال الستينات من القرن الماضي، وذلك عندما حدث انقلاب بالجزيرة وضمت إلى اليونان في العام 1974، تم اجتياحها من قبل الجيش التركي ما ترك المدينة حتى الآن مقسومة واعتبرها القبارصة الأتراك منذ ذلك الحين عاصمتهم، وتمسك اليونانيين بها كعاصمة، علما أن هذه الخطوة كانت تركيا قد أقدمت عليها واعترفت بها بمفردها.

عدد سكانها واقتصادها

يقدر عدد سكان العاصمة جنوب الخط الأخضر الفاصل بحوالي 313400 نسمة (أواخر 2009) بينما يعيش في شماله 84893 نسمة، وتعد نيقوسيا مدينة هامة اقتصاديا، حيث تحتوي على مركزين تجاريين، مركزا لتجارة وصناعة النسيج، الجلود, الفخاريات، البلاستيك والكثير من المنتجات الأخرى، بالإضافة إلى مناجم النحاس المنتشرة فيها، والكثير من المطاعم ومراكز الترفيه.

جرت بعض المحاولات لتوحيد المدينة، في الثالث من أبريل 2008 وفي محاولة لإعادة توحيد الجزيرة، تم تحطيم جدار يقع في شارع ليدرا يفصل بين قسمي الجزيرة.

نيقيوسيا

اسمين

يكتب على لوحات المحال بالتساوي باللغتين الإنجليزية واليونانية، غير تعدد الأسماء للمدينة الواحدة في الجزيرة القبرصية، وهو ما يحدد إطار نيقوسيا التي لها اسم ثان هو لفكوشيا، ويعود ذلك إلى كثرة الغزاة والمستثمرين الذين أضاف كل منهم أسلوبه الخاص في نطق أو ابتكار المدن والقرى القبرصية التي استولى عليها، ومنها من صمد وقاوم ومنها من تحور وأصبح واقعا جديدا.

الخط الفاصل

عندما تذهب في جولة داخل العاصمة نيقوسيا وفي خضم حركة الناس في شوارع المدينة الضيقة، حيث المقاهي والمطاعم والمحلات الصغيرة التي تبيع الأطعمة والملابس وكل ما يجذب السياح من مشغولات تذكارية خفيفة الحمل، ولكن أكثر ما يشد انتباه الزائر هو وجود نقطة أمنية أشبه بالكوخ الصغير في نهاية شارع، وعندها السياح يعبرون إلي الجانب التركي بجوازات السفر.

لا توجد حدود أو أسلاك شائكة بين قسمي نيقوسيا اليوناني والتركي، بل يوجد خط اخضر نهاية أحد الشوارع الرئيسية، الذي يقسم العاصمة إلي نصفين وتجد المحلات التجارية ممتدة حتي الخط الأخضر وعلى الجانب التركي يوجد بازار كبير ينتظر من يعبرون إليه من الجانب الآخر ويبدو أن كلا الطرفان أدركا أن التهجم العسكري عند الشريان الضيق الواصل بينهما لن يجلب سوى تعطل النشاط الاقتصادى لكليهما، لذا تم تخفيض الحالة الأمنية بينهما إلي الحد الأدني.

معالم منقسمة

تنقسم المعالم الرئيسية بين شطري المدينة، فتوجد كنيسة القديسة صوفيا، التي تضم مقابر ملوك أسرة لوزينيان الصليبية، والتي حولت عام 1567م إلى مسجد جامع باسم جامع سليمية، بينما في وسط المدينة اليوناني يقع متحف نيقوسيا التاريخي، وكنيسة مكاريس وبجوارها قوس الأسقفية القديمة في الجنوب وكنيسة الموارنة في الغرب، وكنيسة القديسة كاترينا القوطية إحدى أجمل المعالم المعمارية التي تركها الصليبيون الفرنسيون في القرن الثالث عشر.