يفضل عدد كبير من الأشخاص تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، بما في ذلك القطط والكلاب، حيث إن هذه الحيوانات تشعرهم بالألفة والونس، لكن في المقابل، أشارت نتائج تحليل شاملة لـ 17 دراسة علمية حديثة في أكثر من عشر دول، إلى أن تربية القطط في المنزل مع الأطفال يمكن أن يرتبط بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بمرض الفصام، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Schizophrenia Bulletin.
وخلال السطور التالية يوضح 'أهل مصر'، علاقة تربية القطط في المنزل بمرض الفصام، إليك القصة كاملة.
علاقة تربية القطط في المنزل بمرض الفصام
درس العلماء في مركز كوينزلاند لأبحاث الصحة العقلية، نتائج تلك الدراسات الدولية، وعند تعديل الأمراض المصاحبة، لا زالوا يجدون أن الرفقة في مرحلة الطفولة مع أصدقاء القطط تسببت في تقدير المخاطر المجمعة بمقدار 2.24 مرة مقارنة بالنمو بدون قطة في المنزل.
قالت نتائج الدراسة التحليلية إنه في حين لم يكن هناك عمر شائع يكون فيه التعرض أكثر إثارة للقلق، إلا أن هناك تأكيد على أن نافذة المخاطر موجودة طوال سنوات الطفولة، حيث إنه في حين أن دراسة فنلندية ربطت بين الاضطرابات العقلية وبين التعرض للتواجد مع هرة في منزل واحد تحت سن السابعة، فإن دراسة بريطانية قالت إن هناك صلة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وعشر سنوات.
ولكن يقول الباحثون، قبل اتخاذ القرار بالتخلي عن تربية القطط في المنزل، إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم العلاقة والعوامل العديدة التي يمكن أن تؤثر على تشخيص الاضطراب المرتبط بالفصام في وقت لاحق من الحياة. ويقترح الباحثون أن يوضع في الاعتبار أهمية ممارسات النظافة الجيدة بين الأطفال الذين لديهم قطط صغيرة في المنزل.
طفيل القطط المنزلية
ولكن ما زال السبب المرجح لعامل خطر الإصابة بالفصام معروف جيدًا للعلماء، وهو طفيل القطط المنزلية، المعروف باسم المقوسة الغوندية Toxoplasma gondii.
وفي حين أن هذا الفيروس ينتقل أيضًا عن طريق اللحوم غير المطبوخة جيدًا والمياه الملوثة، فإن إحدى نقاط انطلاقه المتكررة هي عن طريق البيض عبر براز القطط.
تربية القطط
وتم ربط هذا الفيروس منذ فترة طويلة بالتغيرات في الجهاز العصبي المركزي CNS ووظيفة الدماغ.
يمكن هذا الطفيل أن يختبئ في جسم الإنسان المضيف مدى الحياة، ومن غير المرجح أن يظهر على الأشخاص الأصحاء أي أعراض لأن الجهاز المناعي يمكنه إبعاد الخلل.
تشير التقديرات في الواقع، إلى أن ما يصل إلى 15% من الأميركيين أصيبوا بعدوى المقوسة الغوندية.
خطر أكبر على الحوامل
وتواجه النساء الحوامل والفئات السكانية الأكثر ضعفا خطرا أكبر، حيث يمكن أن يكون الأطفال جزءًا من المجموعة الأكثر ضعفًا.
تعتبر عدوى المقوسة الغوندية السبب الرئيسي للعمى عند الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى المشكلات التي تتطور لاحقًا، مثل النوبات وفقدان البصر. في الآونة الأخيرة، تم ربط هذا الخلل بالضعف في وقت لاحق من الحياة، وكذلك السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر بشكل غريب.
و تتخلص القطط من ملايين البويضات في البراز والتي ينتهي بها الأمر على الكفوف وفي الفراء، والتي يمكن بعد ذلك أن تتلامس مع أيدي الأطفال الصغيرة.
ولأن الطفيل لا يستطيع إكمال دورة حياته في مضيف بشري، فإنه في شكله الصغير يمكنه التهرب من جهاز المناعة والتسلل عبر حاجز الدم في الدماغ لإحداث الفوضى في الجهاز العصبي المركزي والدماغ.