اعلان

10 آلاف مهددون بالتهجير.. «الفشل الكلوي والبلهاريسيا» يحاصران «عزبة الأمير» بالأقصر

منازل الأهالي
منازل الأهالي

أمراض الفشل الكلوي، والبلهاريسيا، والفيرس سي، وغيرها تحاصرنا، من جميع الجهات، ولا أحد ينظر إلينا، الأمر الذي يدفعنا إلى البكاء تارة؛ والحزن الشديد تارة أخرى، خوفا على أطفالنا وأهالينا، من شبح الأمراض التي تخرج لنا فى أحلام كل ليلة، بهذه الكلمات الحزينة، يروي أهالي عزبة الأمير بقرية الشغب التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، معاناتهم لـ ' أهل مصر'.

المياه

ويقول محمد أحمد أحد أهالي عزبة نجع الأمير بالشغب المتضصررين، إننا أكثر من 10 آلاف نسمة نعيش بالعزبة، ونعاني بداخلها معاناة شاقة يوميا بسبب الموت الذي يحاصرنا من جميع الجهات، بسبب تسرب مياه أرضية مجهولة المصدر، إلى جدران منازلنا، فضلا عن تفاقم المشكلة الأكبر وهي؛ طفح بيارات الصرف الصحي، التي نقوم بحفرها بأنفسنا لعدم وجود شبكات صرف صحي داخل منطقتنا، وتسبب الأمرين في غرق وهدم العديد من المنازل، وإجبار سكانها على تركها، وتشريد البعض منهم، وبحث البعض الآخر على مسكن آمن.

أحد الأهالي

وأكد محمد، أنه يقوم باستدعاء سيارات الكسح من المجلس، يوميا، بمقابل 80 جنيها، لصرف المياه من الطرنشات التي قاموا بعملها بدلا من شبكات الصرف الصحي، رغم بنائه لمنزله قبل سبعة أعوام فقط، ولكن المياه المجهولة المصدر التي تحاصرهم، حولته لمنزل قديم متهالك حيث إنها تسببت في تفكك سيراميك أرضيته، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى دفع 560 جنيها كل أسبوع لنزح المياه فقط من أمام منزله، مما يجعله يعاني معاناة شاقة في ظل ارتفاع الأسعار ومتطلبات المدارس وتلبية احتياجات عائلته.

وأعرب حسن أحمد مواطن آخر عن غضبه الشديد بقوله: 'الحياة هنا أصبحت صعبة للغاية، ومحدش حاسس بينا أنا بنام بالليل وخايف البيت يقع علي، أنا وعيالي من الغرق اللي تحته، والمياه اللي خرجت لنصف جدران المنزل، وبالنهار بكون في الشغل وحاطط يدي على قلبي خوفا على اطفالي من خروجهم للعب مع أطفال الجيران ويصابوا بالأمراض أمام منزلنا بسبب مياه الصرف الصحي، اللي بتغرق الشوارع وأمام منزلي عند طفح البيارة اللي بنقوم بنزحها يوميا، والمسئولين مش حاسين بينا، تعبنا ونفسنا نعيش حياة كريمة.

وأوضح «أشرف عطيتو» أحد أهالي العزبة أن معاناتهم مع الصرف الصحي مستمرة منذ 10 أعوام رغم تقدمهم كثيرا بالشكوى للمسئولين، ولكن دون جدوى، مؤكدا على تضررهم الكبير نفسيا، وصحيا، وماديا، بسبب انتشار الروائح الكريهة التي تفوح وتملأ كل جانب من جوانب العزبة، ومنازلهم المقيمين فيها، واستنشاقهم هذه الروائح الكريهة بشكل دائم، فضلا عن الأمراض والأوبئة التي تتضمن أذى محققا لهم.

ولفت 'اشرف' إلى أن تربة العزبة ليست جيدة، الأمر الذي يتسبب في خروج المياه إلى سطح الأرض، مما يؤدي ذلك إلى هدم المنازل، مضيفا:' أنه عندما تم عمل تحاليل لهذه المياه التي تخرج من باطن الأرض أسفل جدران المنازل، تبين أنها مياه عادية مختلطة بمياه الصرف الصحي، وليست مياه جوفية، لكونها مياه سطحيها وليست عميقة تظهر على بعد أمتار من الحفر مثل الجوفية.

وبيّنت فاطمة محمد، إحدى سيدات العزبة، أنها أرملة وليس لديها دخل شهري سوى قبض الأرامل من التضامن الاجتماعي، وتضطر إلى السلف والدين من جيرانها وأقاربها حتى تستطيع نزح مياه الصرف من أمام منزلها، حتى لا تتسبب في أذى لجيرانها، إذا قام الصغار بشرب المياه أو اللعب فيها عند غرقها للشارع طوال اليوم، لافتة إلى أنها تضطر أحيانا إلى نزح مياه الصرف من 'الطرنشة' بواسطة جردل وتفريغه بالشارع عندما لا تجد أحد يقوم باستلافها أموالا حتى لا تحدث نزاعات بينها وبين الجيران بسبب خوفهم على صغارهم.

وأكد أحد أصحاب المنازل الغارقة بالمياه أنه ترك شقته عقب إنفاقه عليها شقى عمره من أجل الزواج بداخلها ولكنه اصطدم بغرق جدرانها من الأسفل بهذه المياه مجهولة المصدر التي تسببت هدم الأسمنت أسفل والطوب الأبيض أسفل الحائط مما جعله ذلك يضطر إلى مغادرة شقته هو وعروسته قبل أن يمر ثلاثة أشهر على زواجهما قاصدين منزل والده والعيش معه، لإنقاذ حياتهما من الخطر الذي يهددهم بداخل شقتهم، معربا عن غضبه الشديد من تجاهل المسئولين لمعاناتهم الشديد بقوله: بقالنا اكتر من سبعة أعوام ونحن نعاني وكثير من المسئولين بالمجلس وشركة المياه شاهد الوضع بعينيه وأكد إنقاذ حياتنا ولكن كلامهم دون تنفيذ.

وأشار الأهالي إلى أن الضرر لما يقتصر عليهم فقط بل يصل إلى المال العام، وقد يتسبب في إهداره لتواجد 20 عمارة من عمارات الإسكان الاجتماعي متوقفة، متواجدة في هذه العزبة، بالإضافة إلى مجمع ازهري، مؤكدين أن تجاهل المسئولين لهذه المشاكل التي يعاني منها أهالي عزبة الأمير قد تضر بالبنية التحية لهذه المشروعات أيضا المتواجدة داخل العزبة.

وتابع الأهالي أنه رغم إنشاء غرفة رئيسية بالعزبة لتجميع المياه بها، ألا ان المنازل داخل العزبة ما زالت متضررة، ومهددة بالغرق، لافتين إلى أن تضررهم لم يقتصر على هذا الحد بل يصل أيضا لانقطاع المياه وعدم وصولها إليهم أو عدم صلاحيتها للشراب؛ الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى شراء فلاتر مياه وشراء زجاجات كبيرة من المياه المعدنية، حتى يستطيعوا العيش في الحياه مما يكلفهم ذلك كثيرا رغم الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار التي تواجهه البلاد، مما يضاعف ذلك معاناتهم الشاقة.

وناشد الأهالي المسئولين والمهندس عبد المطلب عمارة بإنقاذ حياتهم وحياة أهاليهم من هذا الخطر الذي يهددهم يوميا، وسرعة دخول الصرف الصحي لعزبتهم، حتى وإن تشاركوا مع الدولة في تكلفة التركيب للحفاظ على حياتهم وحياة أهاليهم.

المياه أمام المنازل

شقة عريس

العريس الذي ترك شقته بسبب المياه

المياه أسفل المنازل

المياه بالشوارع

المنازل

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً