اعلان

حلم انتهى بكابوس الإهمال.. مستشفى «الشغب» بالأقصر مبنى بدون أجهزة وأطباء لمدة 22 عاما (صور)

المبنى
المبنى

بدلا من أن يكون مستشفى 'الشغب' بالأقصر، ملجأً للمرضى البسطاء، الذين حلموا كثيرا، وشعروا بآمال تحقيق الحلم، ودبت السعادة قلوبهم عند مشاهدتهم لبناء كل طوبة من طوب جدرانها أمام أعينهم، أصبحت ملاذا للحشرات وثروة للصوص يختلسون منه أبوابه، لعدم وجود رقابة على المبنى المكون من ثلاث طوابق، واشتماله على مساحة شاسعة، وعدد من الأشجار المحاطة بسور، وأبواب حديدية للدخول والخروج لخدمة آلاف المواطنين من كافة قرى الشرق بمركز ومدينة إسنا جنوب الأقصر.

المستشفى

مستشفى الشغب ضحية الإهمال

وأوضح محمد الكلحي، أحد أهالي الشغب، لـ'أهل مصر' أن هذه المستشفى تم إنشائها على مساحة 5 آلاف متر فى عام 1998 لخدمة أهالي القرية التي كان فى ذلك الوقت يزيد تعدادها السكاني على 35 ألف نسمة، والقرى المجاورة بنجوعها، وذلك من خلال توفير كافة التخصصات الطبية بداخلها، من باطنة وأطفال وجراحة، ونساء وتوليد، وغيرها من الأقسام، مشيرا إلى أنه بسبب مديونيات خاصة بالمقاول المسئول عن المشروع فى عام 2002 وإهمال الصحة للمكان ظل المستشفى بدون خدمات أو الاستفادة منه طيلة هذه السنوات.

وعبر ممدوح عبد الحكيم، أحد الأهالي عن استيائه الشديد من نقص الخدمات الصحية بقرية الشغب رغم تواجد وحدة بداخلها تابعة للتأمين الصحي الشامل، لكنه كان سيفقد ابنه فى لحظة بسبب لدغة عقرب، موضحا أن نجله الصغير لدغته عقرب ذات يوم فى التاسعة مساء، وتوجه بابنه إلى الوحدة بقريته من أجل إنقاذ حياته ولكنه تفاجئ بعدم تواجد أحد بداخلها سوى فرد امن وعدم تواجد أطباء أو من يقوم باعطاء مصل عقرب لطفله؛ الأمر الذي جعله يهرول مسرعا لإسعاف ابنه من خلال التوجه به إلى مستشفى طيبة التخصصي الذي يبعد عنهم بـ 34 كم من أجل إنقاذ حياة فلذة كبده.

ويقول محمود الأقرع، أحد أهالي القرية: 'بعد ما تم صرف ملايين الجنيهات على هذا الصرح الكبير منذ عشرات السنين، إلا أنه ما زال هذا المبنى حتى يومنا هذا تعشعش به الغربان والخفافيش، والكلاب الضالة وغيرها من الحشرات الضارة، كما أنه أصبح مجالا خصبا للسرقة من اللصوص، مما يحزننا ذاك كثيرا كلما شاهدنا حينما نمر أمامه، متسائلا عن سبب عدم الاستفادة منه بتشغيله مستشفى تخدم حوالي 10 قرى أو اكثر، أو معهد فني صحي رأفة بالطلاب الذين يدرسون بالأقصر، بتخفيف المواصلات عنهم وعن اهاليهم.

وتابع الأقرع حديثه مطالبا بتشغيل وحدة غسيل كلوي بداخل هذا المبنى واستغلاله، رأفة بالـ 32 مرضى الكلى من أبناء القرية الذين يعانون معاناة شاقة حين ذهابهم إلى إسنا البندر التي تبعد عنهم كثيرا من أجل أخذ جرعتهم العلاجية وإرهاقهم صحيا وماديا بسبب السيارة الخاصة التي تنقل كل واحد منهم على حده بأجرة 300 جنيه، وذلك بدلا من كونها تحت الإنشاء طيلة هذه السنوات، حفاظا على المال العام، وعدم إهداره.

المبنى مهجور منذ 23 عاما

ويرى مصطفى الكيلاني، أحد الأهالي أنه يجب استغلال هذا المبنى فى مصلحة عامة تحد من البطالة، وتوفر فرص عمل للشباب كاستخدامه مصنع، أو غير ذلك مما يفيد الفرد والمجتمع، لافتا إلى أن المبنى مهجور منذ أكثر من 23 عاما، ولا يستفيد منه سوى الزواحف، والحشرات التي سكنته بسبب هجرة هذا طيلة السنوات الماضية.

وأشار الكيلاني إلى معاناة أهالي قرى الشرق بصفة عامة، والشغب بصفة خاصة، من إغلاق هذه المستشفى وعدم تشغيلها، رغم صدور قرار الموافقة عليها رسميا وبناؤها منذ 1998 وحتى 2002، إلا أن إهمال المسئولين إليها عسف بأحلام البسطاء، وجعل اهالينا تضطر للسير مسافة تبعد حوالي 34 كيلو مترا من أجل الوصول إلى أقرب مستشفى، مما يسبب خطورة على حالة المريض أن كانت حالته حرجة، بالإضافة إلى إرهاق المريض وأهله ماديا فى ظل ظروف الغلاء التي تشهدها البلاد، وذلك بسبب ارتفاع أجرة الركوب التي قد تصل تكلفتها 200 جنيه من أجل إيصاله للمستشفى، لإنقاذ حياته.

ولفت علي محمد، أحد أهالي القرية، إلى أن بناء هذه المستشفى كان يهدف إلى توفير الرعاية الصحية لأهالي القرية والقرى المجاورة الذين يعانون من نقص الخدمات الصحية وعدم توافر مكان للعلاج سوى الوحدة، وخاصة وحدة التأمين الصحي بالقرية تنفذ خدماتها فى تمام الثامنة مساءا لعدم تواجد أطباء بداخلها قائلا:' بعدما بدأ مشروع المستشفى فى البناء، وتم بناء ثلاث طوابق داخل الفناء الوسع وصور له، وباب للدخول وباب للخروج، اعتقدنا أن هناك منفذا لعلاج مرضانا، بعيدا عن المستشفى التي تبعد عنا كثيرا وترهقنا صحيا وماديا، ولكن علمنا متأخرا أن أحلامنا ذهبت إلى مكان غير معلوم رغم الحاجة الكبيرة لأهالينا لقسم الطوارئ، والجراحة، نظرا لبعد مستشفى طيبة التخصصي الوحيدة بالمركز التي يكثر الضغط عليها بسبب كونها تخدم اهالي أكثر من 34 قرية بنجوعها وعزبها.

وناشد أهالي القرية المسئولين ووزير الصحة، ومحافظ الأقصر، بالنظر إلى مستشفى الشغب المهجور، وسرعة تشغيله مستشفى لانقاذ آلاف المرضى من أبناء الشرق من صرخات الآلام ، وحتى يخفض من الضغط على المستشفى الأم بالمركز التي تخدم شرق وغرب وشمال وجنوب المركز، رأفة بمرضاهم الذين تزداد آلامهم بسبب بعد مسافة المستشفى، أو استغلال هذا المبنى المهجور منذ عشرات السنين فى تشغيل معهد فني صحي، أو وحدة غسيل كلوي، أو حتى مصانع للشباب والسيدات، بدلا من تركه ملاذا للحشرات بعد انفاق الملايين عليه.

المبنى

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً