معجزة إلهية قرآنية تظهر فيها عظمة قدرة الخالق، طفل أبكم لا ينطق لسانه بكلمة واحدة أنعم عليه المولى عز وجل بحفظ القرآن الكريم كاملاً عن طريق السمع فقط دون الكتابة.
قبل نحو ثلاثة عشر عاماً، والدة عبدالرحمن تامر السيد محمد شاهين ابن مركز ههيا في محافظة الشرقية، وضعته طفلاً يزن 4 كيلو جرامات، تعثرت لحظة ولادته لدرجة كاد أن يفقد أحدهما الآخر، بعدما باءت محاولة الولادة الطبيعة بالفشل واستدعت حالتها إلى الولادة القيصرية باستخدام الطلق الصناعي.
كانت اعتادت والدة 'عبدالرحمن' على مدار تسعة أشهر كاملة وهي تحمل جنينها داخل أحشائها المداومة على الاستماع إلى القرآن الكريم، لم تشعر خلال تلك الفترة بأي شئ غير طبيعي فالأمور كانت على مايرام حسب حديث والدة الطفل لـ'جريدة أهل مصر'.
ضمور في المخ
عقب مرور عام على ولادة الأم صغيرها، كانت في زيارة لدى طبيبة بالمملكة العربية السعودية، حيث محل إقامتهما رفقة الزوج الذي يعمل هناك، وطلبت آنذاك إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية للطفل، هنا كانت الصدمة عندما أخبرت الطبيبة والديه أنه مصاب بضمور في المخ يرجع سببه إلى خطأ طبي وهو نقص الأكسجين أثناء الولادة لينزل الخبر على مسامعهما كالصاعقة، وتتبدل حياتهما رأسا على عقب.
عاطفة الأم تتغلب على الطموح من اجل صغيرها
عاطفة الأمومة تغلبت على شغف وطموح وحلم الأم الذي لطالما راودها العمل بالمحاماة، تتخلى عنه من أجل رعاية صغيرها، ومع مرور الأيام والسنوات لاحظا والديه اهتمامه بالانصات إلى القرآن الكريم عبر شاشة التلفاز وحبه للأحاديث والدروس الدينية وشجعاه على رغبته. في أحد الأيام استدعت ظروف الحياة الأم النزوح إلى مصر، حيث مسقط رأس أسرتها برفقة طفلها لاستكمال مرحلة جديدة من العلاج.
فرحة وبداية جديدة
عقب مرور سبعة أيام من العودة، فوجئت الأم بصغيرها يركض أمامها للمرة الأولى ففرحت فرحا شديدا وشعرت بأنها البداية ووثقت مقطع فيديو أرسلته إلى والده بالمملكة العربية السعودية حتى تدخل السرور على قلبه وتطمئنه بتحسن حالة ابنهما واستجابته للعلاج الطبيعي.
ويوم تلو الآخر لاحظت زيادة استجابة الطفل وانتباهه للأشياء من حوله وإصراره على السماع لتلاوات القراء عبر قنوات القران ومتابعة البرامج الدينية، ودون معرفة متى وفي أي عمر فوجئت أسرته بأنه حفظ القرآن الكريم كاملاً عن طريق السمع فقط دون الكتابة، من خلال اختيار أي منهم آيات من بعض السور دون ترتيب وتلاوتها عليه ويقوم هو بالإشارة بسبابته على إسم السورة من فهرس المصحف بجهاز التابلت، فضلا عن تحديده إلى السورة في أي جزء، أما الغريب في الأمر رغم حفظه للقرآن الكريم بالسمع إلا أن عقله غير قادر على التحصيل الدراسي، حيث أنه طالب بالصف الخامس الابتدائي بإحدى المدارس الفكرية.
الاستثمار في تنمية قدراته وتوفير كافة الوسائل التي تمكنه من اكتساب المهارات وتحسين حالته الصحية، تلك هي اهداف أسرته التي تسعي لتحقيقها.
عبدالرحمن يتوسط والديه