فى الحياة والمجتمعات نقابل كثير من الشخصيات بمختلف اشكالها والوانها وطريقتها فى التعامل مما يخلق كثير من الأنماط الشخصية المختلفة الجيدة والسيئة على السواء شخصيات إيجابية وشخصيات سلبية ' مبهجة ومحزنة ' طيبة وشريرة.
الحقيقة ليس هناك مشكلة فى الشخصيات الإيجابية والمبهجة والطيبة ولكن المشاكل التى تواجهنا تكون فى الغالب مع الشخصيات السلبية والمحزنة والشريرة.
من هذه الشخصيات أو الأنماط الشخصية التى يطلق عليها بعفوية وبلغة دارجة ولكنها ربما تكون أكثر دقة فى التعبير عن هذه النوعية من الشخصيات فيطلقون عليه اسم القفيل.
والقفيل شخص قلما تجده مبتسما أو منفتحا فهو دائما عابس الوجه منغلقا يظن أن العالم كله يتآمر عليه ' إذا أبتسمت فى وجهه نظر لك شذرا وقال لك ماذا تريد ؟ وما وراء هذه الإبتسامة؟
ومئات الأسئلة من هذا القبيل من قبيل الشك فى كل شىء وسوء الظن. إذا رأى شىء طيب بحث عن نقص فيه
حتى يثبت أنه ليس طيب.
دائم الشكوى قليل الشكر من الصعب رضائه.
القفيل يوزع التشاؤم مجانا على الخلق إذا قابلته قفل الدنيا فى وجهك بسموم الكلام بذم كل شىء ذم الدنيا والناس والأشياء والتذكير بالعيوب فقط وعدم ذكر المحاسن فهو لايرى المحاسن ولا يحب أن يراها فهو ناقد بطبيعته.
هذا الشخص القفيل يطبع صورته السيئة ونفسه المتشائمة على كل من حوله فإذا وجد فى مكان سيطر على هذا المكان جو القلق والكآبة والحزن لذلك لا يطيق الشخص الذى يحب المزاح والضحك 'الذى يأخذ الأمور ببساطة وينتقده دائما ويسخر منه ويصفه بأنه شخص تافه غير مسؤول لمجرد أنه يمزح ويضحك.
فى يوم كنت فى أحد المساجد بعد الصلاة أخذ أحد الشباب يلقى كلمة على المصليين فأول ما بدأ كلامه وكان بعض الناس يهم بمغادرة المسجد بعد أن فرغوا من الصلاة فقال صاحبنا اجلسوا واستمعوا فربما تكون آخر ساعة لكم فى الدنيا فخرج الناس مستاءين من كلامه فقد قفل الدنيا كلها فى وجوههم .
القفيل عندما يلتقى بأحد أصدقائه يبادره بكلام مثل السم مثل وجهك شاحب ' جسمك ممتلىء تبدو عليك علامات الكبر'
حتى الطفل الرضيع احيانا لا يسلم من انتقادات هذه الشخصية اللاذعة فتجده عندما يرى طفل مولود لأحد أقاربه أو أصدقائه يقول ( هو طالع وحش قوى كده لمين ده حتى أبوه وأمه حلوين ) بمنتهى القسوة على أهله وعلى الطفل الرضيع ' لايقول لك انك تبدو جميلا اليوم أو ملابسك تبدو أنيقة أو اى شىء طيب يطيب خاطرك ويسعد نفسك.
وافضل علاج للقفيل أن تقابل تشاؤمه بالتفائل فإذا دعاك للحزن ادعوه للفرح وإذا دعاك للعبوس ادعوه للإبتسام والضحك وإذا انتقدك أعلمه أن هذا ليس نقصا أو عيب فيك وانك سعيد وراضى' لا تدعه يسترسل فى كلامه السىء ' لا تستسلم للحالة التى يريد أن يفرضها عليك بل افرض انت عليه حالتك الإيجابية ونظرتك للحياة والأشياء الجميلة فى هذه الحالة فإنه إما يستجيب لك وتتغير نظرته للأمور وإما يبتعد عنك وفى الحالتين انت الرابح.