اعلان

بلاش خراب بيوت يا أستاذة نهاد

عبد المنعم عاشور
عبد المنعم عاشور

بعد أخذ الآراء، حكمت المحكمة حضوريا بـ"خلع" أحمد من سعدية بعد أن امتنع المذكور عن سداد أجرة الرضاعة لها عن طفلين اثنين، مع مطالبة المتهم بسداد المستحقات بالتقسيط المريح.

أعلاه سيكون حكما مستقبليا جاء في ذهني ودار بخاطري بعد قراءة تصريحات الحاجة نهاد أبو القمصان عن وجوب الأجرة للمرأة عن رضاعة أطفالها بحجة أنه ليس هناك نص ملزم فى الشرع يوجب على المرأة رضاعة أولادها بدون أجر ، في الفلاحين يقولون مثلا عظيما "علمنى الهيافة يابا، قال لي تعالى فى الهايفة واتصدر"، والحقيقة أنا الحاجة أبو القمصان ومن على شاكلتها تصدروا في الهايفة، ويبدو أن الفراغ قد بلغ مبلغا عظيما عندهم، لدرجة أنهم يطالبون بأجرة عن الرضاعة.

كلام الحاجة أبو القمصان وغيرها لا يعدو كونه مزحة تلوكها الألسنة وتتناقلها صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المستحيل أن يتجاوز شاشات الهاتف ليدخل بيوت الأسر المصرية، المصريون دائما يتميزون بعرف فطري يتناسب مع الشرع الحنيف، وما يظهر من هؤلاء من تصريحات أمر شاذ عن القاعدة، يحاولون من خلال ركوب التريند أو لفت الأنظار إليهم، فأنا لا أتخيل أن هناك امرأة عاقلة أو حتى رجل عاقل يمكن أن يؤمن بما تقوله الحاجة أبو القمصان أو غيرها.

أبو القمصان ومن على شاكلتها يلعبون فى استقرار الأسرة المصرية دون أن تدري أو تفقه ما تقول، بينما يعاني المجتمع من زيادة حالات الطلاق وهناك الدولة تحاول تقليل نسب الطلاق بشتى الطرق تخرج مثل هذه التصريحات غير المنطقية، بل الأدهى من ذلك تبريرها ومحاولة البحث عن أدلة شرعية في مسائل طبيعية ليست حقلا للخلاف ولا النقاش، وللأسف يحاولون تشبيه المعارضين لهم في فكرها الشاذ بأنهم يقفون ضد المرأة وحريتها وآدميتها، وكأن آدميتها ستنزع منها إذ أرضعت طفلها دون أجر.

الحقيقة أني أرى طرح هذه الأطروحات في مجتمع يعاني اقتصاديا ومعيشيا هو عدم تقدير للمسؤولية أو هذيان مصاب به المتحدث لابد وأن يعالج منه فورا وإلا "ينقطنا بسكاته".

يا حاجة أبو القمصان، لا أمي ولا أمك ولا ستي ولا ستك أخذت أجرة على رضاعة أبنائها، اشغلي نفسك بما هو أهم من "الرضاعة"، لأننا لو دخلنا في مثل هذه الأطروحات والمناقشات فبحرها واسع لا شاطئ له، فإذا طالبت المرأة بأجرة عن رضاعتها لأولادها فوارد أن يتطور الأمر إلى مطالبتها بأجرة عن حملها وولادتها لأطفالها.. بلاش خراب بيوت يا حاجة نهاد واتركين البيوت بما فيها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً